نرمين الحوطي
بدأنا أسبوعنا هذا بعيد الحب، وقبل حلول تاريخ 14/2 والذي يصادف تاريخ عيد الحب حدثت مجادلات كثيرة من خلال وسائل الإعلام، فالبعض قال إن الاحتفال بهذه المناسبة حرام والبعض الآخر قام بتحليله، والقضية هنا ليست التحريم والتحليل، إنما القضية هي لماذا يريد البعض تحريم الفرحة علينا؟
إن عيد الحب لا يقتصر فقط على الرجل والمرأة فهو مناسبة تجمع العالم كله، تجمع بين الأسرة أو الأصدقاء أو زملاء العمل، وهو فرحة أو مناسبة والكل منا ينتظر مناسبة لكي يفرح ويبرهن عن حبه للآخر.
جميل جدا أن نظهر حبنا في هذا اليوم لوالدنا ووالدتنا أو تبادل الورود بين الأخوة أو تبادل الرسائل الجميلة بين أصدقاء العمل في هذا اليوم.
قد تتساءلون: هل الحب يحتاج إلى يوم محدد لنبرهن فيه على مشاعرنا الطيبة نحو الآخر؟
الموضوع ليس بتلك الصورة ولكن قد يحتاج البعض منا لذلك اليوم للتصالح مع الآخر أو اغتنام الفرصة في ذلك اليوم للتجمع مع الأسرة وسط مشاغل الدنيا أو تجديد المشاعر مع الأصدقاء وسط زحام المشاكل سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، عيد الحب ما هو إلا رسالة تواصل وتجديد لمشاعر نفتقدها في بعض الأوقات، فهي رسالة حب لكل إنسان في الكون، أن يشعر بأن الآخر لا ينساه إذا غاب أو انشغل بأمور الدنيا عنه، جميل أن يشعر الإنسان بأن من يحبه قريب منه حتى إذا أبعدته المشاغل، ما أجمل أن يشعر الإنسان بأن هناك إنسان يحسن الظن به ويغفر له إذا أخطأ، بل ويلتمس له العذر إذا أساء إليه.
إن كل فرد منا يحتاج أن يشعر بتواجد من يشد من أزره إذا ضعف وينصحه إن أخطأ، فالحب هو تعاهد على كتم الأسرار والحفاظ على الوعد وصدق اللسان والقلب، ومن خلال هذا التاريخ أو هذا اليوم لا أجد فيه إلا أنه تجديد لهذه المشاعر والعهود بين الفرد وكل المجتمع.
إذا لماذا التحريم والتحليل؟ اجعلونا نفرح ونشعر بالحب ولو بعض اللحظات، قد تكون هذه اللحظات فترة سكون للذهن لنفكر ولو بعض الشيء في أنه لا شيء يبقى غير الحب والمودة والتواصل، فإذا كان البعض يرفض كلمة الحب فليجعله عيد التواصل إذا كانت كلمة الحب تزعجه، وسلامتكم.