نرمين الحوطي
لماذا.. كلمة تتردد كل يوم ليس فقط في الكويت بل في مختلف أنحاء العالم، لماذا الانتحار؟ لماذا الاغتصاب؟ لماذا القتل؟ لماذا السرقة؟
في صباح كل يوم جديد نقرأ في صحفنا عن العثور على أفراد مقتولة أمام منازلهم أو العثور على جثث في المرافق العامة أو الحكومية، والأغرب من هذا تلك الأخبار الصحافية التي تذكر بالعثور على جثة ملقاة في الشوارع أو الصحراء أو على الشواطئ «كأن ما في دوريات عندنا»، والأغرب من هذا كله تتداول كلمة الانتحار التي أصبحنا نقرؤها في جرائدنا على وقائع تحدث في دولتنا، أمس فلان انتحر واليوم فلان ألقى بنفسه لينتحر ولا نعلم ماذا يخفى لنا غدا؟ المخيف من هذا كله أننا أصبحنا لا تصيبنا الدهشة عندما نقرأ عن تلك الأخبار كأن الخبر أصبح شيئا تقليديا، والسؤال هنا لماذا؟
لمــــاذا لا توجد دوريات على مـــــدار الـ 24 ساعة؟ الله يرحم حارس الأسواق، تتــــذكرون يا أهــــل الكويت كلمة «صاحي»؟ لماذا لا توجد متابعة إعلامية صريحة وواضحة لهذه الــوقائع؟ متــــابعة لمــــعرفة من الجــــاني، وما الأســــباب التي أدت إلى هذا؟ أو علــــى الأقل إلى أين انتهت القضية؟ فقط نقرأ ونسمع أن الحادث انتقل إلى المسؤول فلان ويصاحبه المسؤول فلان الأصغر، كأنها دعاية لفيلم يتم تصويره، وهؤلاء هم أبطاله والقصة من مؤلف فارق الحياة ولم يعط ملابسات القضية ويغلق الملف ضد مجهول.
قضيتنا اليوم تخص أناسا قتلوا أو انتحروا أو سرقوا، منهم من ينتمون إلى الكويت والبعض الآخر لدول أخرى، وأخص من بينهم فئات عمرية من زهور الشباب، فلا نعلم لماذا هذه الزهور قامت بذلك؟ قد يقول البعض إن السبب تربية الأسرة ولكن أقول لكم أيضا إن التعليم له يد في ذلك؟ ألم نسأل أنفسنا لماذا هؤلاء الشباب يلقون بأنفسهم في التهلكة؟ ما القوة والأسباب التي تدفعهم لذلك؟ من الممكن أن يكون هناك خلل في الأسرة، ولكن المدرسة لها عامل قوي في بناء الإنسان وتكوينه، حادثة لم أسمعها ولم أقرأها بل شاهدتها عند ذهابي لإحدى المدارس الثانوية، تخيل قارئي العزيز عندما يأتي مدرس يبلغ الناظر بأن الطلبة يحملون السجائر، ماذا تتوقع رده؟ رد الناظر قائلا: «خلهم يحترقون، المهم عندي يدخلون الصفوف، مالي خلق يأتي مسؤول ويشوف المدرسة خالية».
آه يا تربية ليس المهم الأخلاق ولكن المهم التواجد دون البناء والقصد واضح.
قضيتنا شائكة ومتشعبة ولا نقدر أن نلقي اللوم علي جهات معينة، ولكن السؤال هنا ألا توجد لجنة في مجلس الأمة يطلق عليها لجنة الظواهر السلبية؟
أليس ما ورد من كلمات وأخبار عن تلك القضايا تعد ظواهر سلبية ولابد من معالجتها، أليس هذه الجرائم تعد جرس خطر على أمن بلادنا، ولكن ما أقدر أن نقوله هو شيء واحد، الله يحمي ديرتنا ولا نحتاج إلى لجان لتحميها، فالحامي هو الله سبحانه وتعالى، ولكن أقول اصحوا يا بشر، وسلامتكم.