نرمين الحوطي
في صباح يوم ما قرأت في جريدة ما عن صدور قرار بتوقيف التعليم العالي والتربية في الكويت إلى أجل غير مسمى، وهنا ظننت أنها أكذوبة أبريل أو إعلان عن مسلسل جديد سيعرض في شهر رمضان، ولكن عندما قمت بتصفح الجرائد الأخرى وجدت أن الخبر الذي قرأته يملأ كل الصحف اليومية الأخرى، إذن ما قرأته ليس أضحوكة أو كذبة أبريل أو مسلسلا جديدا، فقمت بقراءة الخبر لأعرف الأسباب التي أدت إلى ذلك؟ وإذ بي أجد أن جميع المدارس والجامعات قد تقرر عدم الاعتراف بها سواء أكانت داخل الكويت أو خارجها وبناء عليه تقرر إيقاف التعليم في الكويت، وهنا دق جرس المنبه لإيقاظي من النوم، فقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من هذا الكابوس، لأنه بالفعل كابوس عشت فيه طوال الليل في منامي، وهنا طلبت من المربية إحضار الجرائد لقراءتها خوفا من أن يكون ما حلمت به في تلك الليلة حقيقة وأكون من الناس الذين يمتلكون الحاسة السادسة، وبالفعل وجدت بعض الأخبار التي تحتوي على توقيف بعض الجامعات خارج الكويت، بل ووجدت رفض وزارة التربية لبعض المتبرعين لبناء المدارس أو تجهيز بعض الوحدات الصحية في مدارس الكويت.
وهنا قلت لنفسي إلى متى نصمت على ما يحدث في التعليم في الكويت؟ بالأمس تحرشات جنسية ومدرسون لا يتحدثون العربية وللأسف هم المسؤولون عن تدريس اللغة العربية ولا ننسى الوجبات الغذائية التي ترحلت إلى أجل غير مسمى ومناهج تتغير على مدار الـ 24 ساعة دون رقيب ولا حسيب، كما لا يغيب عنكم إضراب أساتذة جامعة الكويت والمعاهد التطبيقية وغير ذلك يوجد الكثير نحن نعلمه ولكن أقلامنا في صمت جامد تجاه هذا.
واليوم لعبة الجامعات، فعلى مدار هذا العام لا توجد في صحفنا إلا هذه القرارات التي أصبحت أضحوكة ليس على النطاق الكويتي فقط بل والنطاق العربي أيضا، كل يوم وبعد دخول أولادنا إلى الجامعات وفتح الملفات لهم عن طريق مكاتبنا الثقافية نفاجأ بقرار توقيف هذه الجامعة وعدم الاعتراف بها والأسباب لا نعلمها والسؤال هنا هل التقديم في الجامعة يكون قبل الاستفسار عن الجامعة؟ والرد عليه هو من دستور الكويت مادة 13: «التعليم ركن أساسي لتقدم المجتمع، تكفله الدولة وترعاه».
نداء إلى كل قلم حر على أرض الكويت، والى كل تربوي يخشى على أبناء الكويت، أن تكون هذه صحوة لكم لتسليط أقلامكم وأصواتكم نحو الأيادي التي تريد أن تهدم شباب الكويت الذين يعدون درعا لنا في المستقبل، كفانا مجاملات على حساب أبنائنا ومستقبلنا لكي لا يأتي اليوم وما حلمت به يصبح حقيقة وهو «إيقاف التعليم في الكويت إلى أجل غير مسمي».