نرمين الحوطي
«الجميع يفكر في تغيير العالم، ولكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه- ليو تولستوي» في هذه الأيام الانتخابية نجد بعض المرشحين ينادون بالتغيير سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي من خلال ندواتهم أو محاضراتهم التي يلقونها علي ناخبين دوائرهم، ولكن عندما ندقق في تلك الشعارات ونقوم بتحليل هذه الكلمات التي تنادي بالتغيير نجد أن أصحاب تلك الشعارات للأسف لم يقوموا بتغيير أنفسهم أولا، وهنا يكمن السؤال كيف تريدون تصديقكم وأنتم لم تغيروا من أنفسكم؟
شعارات انتخابية وكلمات فقاعية لا صدى لها ولا منفعة، قالوها أهل الكويت «كلام مأخوذ خيره»، ومن بعض هذه الشعارات الرنانة التجنيس، تطوير التربية، النهوض بالتعليم، تحسين الصحة، لا لغلاء المعيشة، سقوط القروض وغير ذلك من كلمات وشعارات، ولكن السؤال هنا ليس في هذه الشعارات ولا في الكلمات لأنها أصبحت مواضيع بالية في خبر كان، كم من فترة انتخابية تطرح هذه القضايا! وللأسف نقوم بدعم هؤلاء ممن ينادون بها ظنا أن الحل عندهم، ولكن نفاجأ بهم عند دخول البرلمان ينسون ما نادوا به من وعود لنا، فعلى سبيل المثال لا للحصر «قضية التجنيس» وأخصها لأنني امرأة ومن الممكن في المستقبل أن تحدث لي، كم من وعود أعطت لمن يطالبون بها وأخص هنا المرأة الكويتية المتزوجة أو المطلقة من أجنبي، قضية ليست بجديدة بل هي من القضايا الموروثة سياسيا واجتماعيا والي الآن لم يبت فيها، في كل دورة انتخابية تقوم المرأة بإعطاء صوتها لمن تظن بأنه تبنى قضيتها من خلال الشعارات التي تسمعها والوعود التي ترن في آذانها وتكون النتيجة إعطاء صوتها لهذا المرشح ظنا أنه هو الحل، ولكن للأسف تجده بعد ذلك عندما يمتلك مفاتيح زمام الأمور يتحول إلى سيف على رقبتها، هذه هي المرأة التي هي الأم والأخت والابنة أليس لها الحق بأنها تضمن عيشة كريمة مع أسرتها؟ أليس لها الحق بأنها تتمتع بكل مميزات الرجل الكويتي من حيث قانون التجنيس؟ أليس لنا الحق كنساء ونحن نعد نصف المجتمع بل أصبحنا المجتمع ككل أن يكون لنا حق الاختيار في الرجل سواء من مجتمعنا أو من خارجه؟ أليس لنا الحق إذا تعرضنا لمكروه (الطلاق) أن أجد بلادي حماية لي أنا وأولادي؟ كل هذه الأسئلة لمرشحينا الجدد، ماذا سوف تفعلون للمرأة الكويتية؟
قبل أن تغيروا العالم وقبل أن تنطقوا بشعاراتكم وكلماتكم، هل أنتم بالفعل مقتنعون بقضايا المرأة الكويتية؟ هل نزعتم من عقولكم المجتمع القبلي؟ هل أنتم بالفعل قمتم بتغيير أنفسكم؟ يقول الله عز وجل في كتابه العزيز:
(ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم ـ الأنفال 53).