نرمين الحوطي
جميل أن نرى الأمن والأمان في دولتنا، ولكن هل الأمن والأمان يأتي من خلال الإرهاب؟ نعم، إن ما نراه من مدرعات وقوات تهاجم وتداهم المنازل ما هو إلا صورة إعلامية إرهابية لدولتنا للدول الأخرى، هذه الكلمات لم تأت من فراغ، اتصالات هاتفية من الدول الأخرى أتت لي وأكيد أتت للبعض منكم للاطمئنان علينا، وعلى ما يحدث عندنا من خلال ما يشاهدونه عبر القنوات الفضائية الكويتية لبعض برامجها، أو قراءة الصحف الكويتية عبر الانترنت، هذا ما جعل الآخر يتساءل: ماذا حدث لكم؟ هل أنتم بخير؟
اليوم أصبحت الحياة الانتخابية في الكويت وما يثار من خلالها يعد مواد إعلامية خصبة لبعض القنوات الفضائية الأخرى، بل المضحك أن بعض الشخصيات المسؤولة في الكويت من غير الكويتيين يقومون بالإدلاء بتصريحات وتحليلات عما يحدث في الكويت وشؤونها الخاصة.
هذه الأخبار التي نعيشها تشعرنا وتشعر الآخرين بأننا في ولاية شيكاغو، إذن من البديهي أن نغير اسم الولاية لتنطبق علينا فنسميها «شيكاويتي» لتتماشى مع الظروف الراهنة، ولكن السؤال هنا وبعيدا عن أي تدخلات سياسية أو الفرض على رأي الآخر هل هذا من الأمن والأمان كي لا نصبح ولاية شيكاويتي؟
بداية أتقدم بالشكر لكل مسؤول يخاف على الكويت ويخاف على رموزها وسلطتها، ولكن توجد بعض المشاكل التي تحتاج لتسليط الضوء عليها أكثر، فحرية التعبير لا تعد مشكلة معضلة، ولا هي سبب يجعل مسمى دولتنا شيكاويتي لأن هناك مشكلات في مجتمعنا لابد لها من الحل القاطع غير حرية التعبير منها المخدرات التي أصبحت متفشية بين الشباب، الخمور التي أصبحت داء لا علاج له، عفوا البيوت المشبوهة التي أصبحت متناثرة في أرجاء الدولة وغير ذلك كثير، أليس هذا من أمن البلاد؟ ألا يحتاج هذا لقوات أمنية تحارب هذا الفساد الذي جعل شباب المستقبل في دائرة النسيان، أسئلة كثيرة نريد الإجابة عنها ولكن عند من؟ لا نعلم؟
جميل جدا أن ننادي باحترام حرية التعبير، والأجمل أن نعلم أنفسنا وأولادنا احترام دولتنا وأرضنا ورموزنا، ولكن من الصعب تنفيذ هذا بمفردنا، فلابد من عوامل مساعدة لذلك لغرس الحس الوطني في نفوسنا ونفوس الأجيال القادمة، يجب على إعلامنا القيام بخطة إستراتيجية للإعلام المرئي والسمعي والمقروء، كفانا مواضيع عن الأبراج والسحر والفنان فلان طلق والفنانة فلانة تزوجت، أين تيمات الوحدة الوطنية؟ أين الاهتمام بقضايا الشباب وطرحها؟ أليس هذا مهمة الاعلام؟! أين التربية العسكرية وفرضها على طلابنا؟ أليس هذا يزرع في الجيل القادم حب الوطن ورمز الكويت، بدلا من فرض مادة الجيولوجيا في المرحلة الابتدائية؟ وأخيرا وليس بآخر بدلا من الرعب يوجد العقاب وهذا ما تعلمناه منذ الصغر، «تتذكرون لما كان الشرطي يشوف الشباب يدخنون ولابسين لبس غير لائق على طول المخفر والعقاب تحسونه القرعة»، الله يرحم أيام زمان ما كان فيها «فرد» عضلات ولا دعاية إعلامية، كان يجمعنا الحب للوطن والخير للشعب قبل الفرد والعقاب من جنس العمل بس ما أقول إلا سلامتكم.