نرمين الحوطي
في بداية أسبوعنا هذا أثير موضوع في جميع الصحف المحلية بخصوص التقرير الخاص من «الخارجية الأميركية» التي تتهم الكويت بعدم تحقيق تقدم في مكافحة الإرهاب، وبعيدا عن تفاصيل هذا الموضوع والتقارير التي استندت إليها الخارجية الأميركية والأدلة النافية لهذا من قبل الجهات المسؤولة لدينا، يبقى السؤال: هل بالفعل لا يوجد إرهاب في الكويت؟ باعتقادي الشخصي ودون فرض آرائي على القراء أو الاعتراض على البعض الآخر ممن يقولون إن العمليات الإرهابية انتهت تماما منذ عام 2005، أعتقد أن هذا غير صحيح لأن الإرهاب لايزال موجودا في الكويت بل أصبح متفشيا في مجتمعنا الصغير ولم يعد ظاهرة بل أصبح واقعا مريرا نعيشه كل يوم، قد يسأل البعض: كيف؟ وسيدفعهم لذلك السؤال ظنهم أن الإرهاب يقتصر فقط على العمليات الانتحارية لقتل بعض الأشخاص المعينين أو تفجير بعض المجمعات التجارية أو الضرب لبعض الشوارع أو الأحياء المشهورة لنشر الذعر بين الناس، ولكن هنا يجب أن أقف وأقول عذرا إن للإرهاب وجوها أخرى فما هي هذه الوجوه؟ وهل هي بالفعل موجودة في مجتمعنا؟ للأسف نعم، وهذه الوجوه بالفعل موجودة إلى الآن في دولتنا ولكن ما هي تلك الوجوه الأخرى؟
في كل صباح نرى شبح الإرهاب من خلال العثور على الجثث الملقاة في شوارعنا وعلى شواطئنا دون معرفة الأسباب، في كل يوم نقرأ ونسمع عن الإرهاب الناتج عن الحوادث المرورية ويكون ضحاياها من خيرة شبابنا وما هو السلاح القاتل لهم؟ إنه السرعة الجنونية، في كل فجر يوم جديد نقرأ في جرائدنا عمن يدخلون المستشفيات وتكون شكاواهم بسيطة ولكن للأسف بعد دخولهم إلى المستشفى يصبحون أصحاب عاهات أو يفارقون الحياة ويكون السبب خطأ طبيا، وعلى مدار اليوم يمسك جهاز الأمن بأفراد يبيعون السموم والمخدرات لأولادنا أليس هذا إرهابا؟! في كل يوم نشاهد من خلال البرامج الفضائية أناسا يتحدثون عن مشاكلهم والظلم الواقع عليهم ولا يستطيعون أخذ حقهم من القانون، أليس هذا إرهابا؟! فهناك من لا يقدر على أن يأخذ حقه بالقانون والسبب هو عدم وجود الواسطة، كل هذه صور للإرهاب يا من تقولون إنه لا يوجد إرهاب.
اذهبوا إلى المستشفيات لتروا بأعينكم كيف أن الإرهاب يحوم على مبانيها، ادخلوا المدارس وانظروا بأعينكم ما يحدث لأولادنا من تقصير سواء على الجانب العلمي أو التربوي، تجولوا في شوارع الكويت وشاهدوا كم من حادث في الطرقات، اذهبوا إلى المناطق العشوائية لتروا كم من أسلحة ومخدرات تباع، تذكروا دستورنا ليعرف البعض ما هي واجباتهم تجاه حماية مستقبلنا ومستقبل أبنائنا من الإرهاب، باسم الدستور، أذكركم بالمادة 10: «ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الإهمال الأدبي والجسماني والروحي».