بعيدا عن المسميات وعمن أعنيه في مقالتي فان الحوار الذي دار بيني وبين أستاذي يستحق بأن يسلط الضوء عليه لأن كلماتنا كانت حول سلوك سلبي اصبح متفشيا في مجتمعاتنا، تلك الكلمات التي شملت حديثنا كانت تصب في قضية تحمل مسمى «الاشاعة»، واليوم وجدت أنه من الجيد أن نسلط الضوء على الأكاذيب التي أصبحت تطلق على الكثير من الموضوعات السياسية والاجتماعية وغيرها من الأمور التي أصبحت تهدد الأمن وترابط المجتمع ككل.
في السابق كانت الاشاعة تقتصر على مجتمعات معينة ومحددة، واليوم ومع السماوات المفتوحة التي تحلق من خلالها جميع الأجهزة والبرامج الالكترونية سواء كانت تويتر أو الواتساب أو غيرها من برامج حديثة والتي قامت من أجل التواصل الاجتماعي أصبحت عاملا أساسيا للكثير لتسويق الأكاذيب والافتراءات، من هنا بدأ حوارنا الذي انطلق من رسالة بعثت لي تحمل الأكاذيب المروجة لتضخيم الموضوع.
بعيدا عن ماهية الاشاعة أود تسليط الضوء على قضيتنا حيث قام أستاذي بطرح سؤال مباشر لي: هذة الرسالة ما هي مصدرها؟ وهل المصدر مرفق ببيان حكومي يثبت أن ما يكتبه صحيح؟ فقمت بالاجابة: لا، مجرد كلمات. وهنا بدأت محاضرة أستاذي عن الاشاعات، وأعتقد أن ما قاله لي لابد أن يدرس لشريحة كبيرة من مجتمعاتنا التي اصبحت تلهث وراء الاشاعات وترويجها مع الزيادة دون أي مستند رسمي لما يكتب ويقال، ومن هنا تأتي زعزعة أمن المجتمع سواء على الصعيد الاجتماعي أو السياسي.
كم من الرسائل كانت سببا في انهيار الاقتصاد، وكم من الكلمات جعلت سياستنا ليست لها مصداقية، وكم من التغريدات كانت سببا في تشويه بعض الشخوص في مجتمعاتنا وكم.. وكم.. الى أن أصبحنا في دائرة محيطها وأصبحنا وكأننا نعيش أكذوبة ولا نعرف أين المصداقية.
القضية أصبحت لا تمت للأفراد فقط ومن يتضرر منها يلجأ الى القضاء، سطورنا اليوم أصبحت تخص أمن مجتمع وكيان الدول، فأصبح الوقت يحتم على مسؤولينا أن تدرج تلك القضية في جداولهم لوضع حد لذلك الفضاء المفتوح المليء بالشائعات والذي اصبح للبعض، وهم أغلبية، شبحا مخيفا يحوم في سمائهم ولا يجدون من يحميهم من ذلك الشبح المخيف الذي يروع من أمنهم.
تلك كانت قضيتنا ومن هنا انتهى حوار معلمي الذي اختصرت منه الكثير وقمت بكتابته لكم. بدوري أتوجه الى من يمتلك زمام الأمور قائلة ان الوقت أصبح يحتم نشر التوعية سواء في الاعلام أو التربية أو كل الميادين بإقامة وتكثيف محاضرات وبرامج توعية لتلك البرامج والوسائل المستحدثة وكيف نجعلها في خدمتنا للصالح وليس للضرر مع وضع قوانين حتمية وصارمة لمن يقوم بترويج تلك الاشاعات قبل أن يأتي الوقت ونصبح أكذوبة لا نصدق أنفسنا.
مسك الختام: قلة الوعي والعلم في مجتمعاتنا العربية جعلتنا أرضا خصبة للشائعات.
[email protected]