رحلة الأمل «الكويتية» لن نخوض في التفاصيل ذلك المشروع الإنساني، ولن تكون سطورنا عمن أبدع تلك الفكرة ومن قام باحتوائها سواء ماديا أو معنويا ولكن كلماتنا اليوم تسلط الضوء على دور الإعلام من ذلك الأمل الكويتي.
تلك الرسالة كتبت بأقلام وأفكار أبناء ورجال الكويت وكانت انطلاقة السفينة من عروس الخليج مباركة من سيدي حضرة صاحب السمو الأمير - حفظه الله- حملت تلك السفينة العديد من الرسائل ذات الفكر الواحد والقضية الموحدة وهي بناء مستقبل أفضل لذوي الإعاقة وأهمية دورهم في المجتمع.
بدأت الرحلة بالإبحار وكنا نقرأ بعض الأخبار القليلة عنها عندما ترسو دفتها في بعض الدول، وبرغم من تلك السطور القليلة التي نفتقدها في تتبع تلك الرحلة يبدأ تساؤلنا للإعلام ونخص «الصحف والإعلام الخارجي»: أين أنتم من قضية ذوي الإعاقة؟ القضية لا تقتصر على استقبالات ومراسيم الوداع، القضية تحمل أبعادا قبل ان تكون اجتماعية وإنسانية فهي أيضا تحمل قضية سياسية من الدرجة الأولى، فعندما تقوم الكويت بحمل راية فئة وشريحة من المجتمع بكل مشكلاتهم وصعوبة إعاقتهم وتبحر بهم لتدق أجراس العالم معلنة عن وجودهم في المجتمعات وتحديهم للصعاب والسفر لتوصيل رسالتهم وتثبيت دورهم في العالم ككل وجب على الصحافة والإعلام الخارجي التتبع لتلك القضية ومدى صداها وتأثيرها في الموانئ التي رست بها سفينة الأمل الكويتية.
لم نشاهد أي برنامج يحتوي على تصاريح أو مقابلات مع المسؤولين في الدول التي استقبلت تلك الرحلة، ولم نقرأ حوارا صحافيا مع مسؤولي الإعاقة في المناطق التي رست بها سفينتنا، بل لم نشاهد أهمية من الجهة المسؤولة في الكويت بذلك الأمل، مع العلم بأن من قمنا بذكرهم من جهات البعض منهم على مدار اليوم يتاجرون بقضية ذوي الإعاقة عندما يقومون بزيارتهم في الكويت فقط من أجل التصوير والبهرجة الإعلامية، أما رحلة الأمل فالتعامل معها كما لو أن المشروع مستضاف من دولة أخرى.
تلك هي بعض صحفنا الإعلامية التي تقوم على الإعلان وليس على الإعلام والفرق الشاسع بينهما، فالإعلام وكيفية توظيفه لخدمة المجتمع وإظهار دور الكويت من خلاله للأسف يفتقده الكثير لأن الأغلبية أصبحوا يستسهلون الإعلان للكسب، قضيتنا اليوم لا تقتصر فقط عن رحلة الأمل فكم من أمل كويتي لم يحظ بتسليط الضوء الإعلامي عليه والسبب لأنه لا يعرف سبل الإعلان إلى أن فقد مجتمعنا أمل الإعلام!
* مسك الختام: الإعلام هو التعريف بقضايا العصر ومشاكله وكيفية معالجة تلك القضايا في ضوء النظريات والمبادئ التي اعتمدت لدى كل نظام أو دولة من خلال وسائل الإعلام المتاحة داخليا وخارجيا.. ذلك هو الإعلام، أما الإعلان فعذرا فلسنا من أهله.
[email protected]