نرمين الحوطي
ساعات وتطفأ قناديل الحملات الانتخابية ولكن للأسف قناديل لم تضئ سماء الكويت بأي شيء معلوم أو مضمون مجرد إضاءات باهتة أضاءت وانطفأت دون أن تنير الطريق المظلم.
أيام عشناها في أحاديث وأقاويل لم نعرف ماذا يريد المرشح من حديثه للناخبين؟ الكل يتحدث عن الديون والمستشفيات والتعليم وغيرها من مواضيع باهتة، لأن هذه المواضيع نحتت في قلوب ونفوس الشعب فما الجديد؟ الأغرب من هذا وذاك ودون التعمق في ندوات بعض المرشحين التي لم تضئ أحاديثهم إلا في عقولهم، بل للأسف الشديد هؤلاء البعض ظنوا في أنفسهم أنهم تحدثوا بخطاب سياسي محنك وهم لا يعلمون أن ما سردوه هو معلوم لدى كل كويتي من الصغير إلى الكبير، ولكن الأغرب من هذا وصول الندوات إلى الأوس والخزرج، قد يسأل البعض ما علاقة الأوس والخزرج بالانتخابات الكويتية؟
في يوم ما دعيت إلى ندوة من هذه الندوات وكانت الأسماء المتحدثة في تلك الندوة من الشخصيات التي يعجبني أسلوبها في الطرح والمناقشة، وبالفعل ذهبت لأسمع ما الجديد لديهم؟ ذهبت وجلست للاستماع والاستمتاع، ولكن ما قدم من حديث لا يمت بصلة للاستمتاع حيث بدأت الندوة بطريقة جميلة وطرح مبدع لبعض المتحدثين إلى أن وصل الحديث لشخصية إعلامية الكل يحترمها ويقدرها، بدأت السيدة بحوارها عن القبلية والتفرقة التي حدثت في الكويت ما بين الحضر والبدو وما بين الشيعة والسنة، وهنا قلت في ذهني «هذا الكلام والا فلا قد أصابت هذه السيدة في طرحها لموضوع مهم وظاهرة تكاد تكون في الكويت الآن خطرا يحوم في سمائها»، المهم استمرت هذه السيدة الفاضلة في السرد من قضية مهمة إلى أخرى حتى وصلت بالحديث عن تاريخ عائلتها الكريمة وهنا أصابني الذهول لما تقوله هذه السيدة التي جلست تتحدث عن أصول أسرتها إلى أن وصلت الى الأوس والخزرج كما تدعي بأن أسرتها من أنساب هذه القبائل، وهنا ودون شعور ضحكت وبصوت عال ملحوظ أمام الناس والغريب أنني لم أحرج مما فعلته لأن الحضور كان يريد البداية ليكمل هو أيضا الضحك!
فكيف يا سيدتي تنادين بعدم التفرقة وأنت تنادين بالعرقية وبالأصول إلى أن أوصلتينا إلى الأوس والخزرج، إن هذا التصرف أو هذا الحديث لم يقتصر فقط على هذه المرأة بل للأسف الشديد وبعد مروري بكم هائل من الندوات سواء بالحضور أو القراءة عبر الجرائد من خلال تغطية الندوات لاحظت هذه العنصرية تحوم بل تخيم على الكثير من الحملات الانتخابية سواء بالحديث أو بالتصرفات القبلية على سبيل المثال لا للحصر: البعض يقول نحن عيال الحمايل والبعض الآخر يقوم برفع العقال للناخبين وغير ذلك من التصرفات والأقاويل، خلاصة الحديث سؤال لكم ولي كيف تريدون أن نكون يدا واحدة إلى أن وصلنا إلى الأوس والخزرج؟