«شر البلية ما يضحك»، لا أمتلك غير الضحك بما ابتلينا به من تدهور في التعليم والتربية، 10 أعوام أو أكثر ونحن نحوم حول دائرة مغلقة لا نمتلك بها منفذا يدخل من خلاله بصيص من الأمل، بل في كل عام تضيق الدائرة على مجتمعنا أكثر من العام الذي قبله إلى أن وصل الحال بنا إلى الشعور بالاختناق التعليمي التربوي.
بالأمس القريب كنا نتذمر من جهة البعثات عندما كانت تغلق أبوابها في تمام الساعة الثانية عشرة ونصف، واليوم نجد ان جميع الجهات في التعليم العالي تغلق أبوابها للمراجعين في ذلك التوقيت أيضا، عدوى وانتشرت في تلك المؤسسة الحكومية التي من المفترض أن تتبع ساعات العمل المخصصة في جهات الدولة الحكومية، بالأمس كانت صديقتي ذاهبة إلى الوزارة لتخليص أوراق لها وعند دخولها للمصعد فوجئت بالحرس يمنعها ويقول لها: «الدوام انتهى»، وإذ بها تقول لهم: «الساعة 12:40دقيقة، من أعطى لكم تلك الأوامر؟». وإذا بالحرس يرد عليها: عندك شكوى روحي مكتب الوزير.
واليوم نوجه رسالتنا لمعالي الوزير عن ساعات الدوام الرسمية التي يتقاضى عليها موظفو تلك الجهة رواتبهم، هل الدوام الرسمي ينتهي الساعة الثانية عشرة ونصف ولا شنو نظامكم طال عمرك؟!
نأتي للاختناق الآخر الذي يأخذ السياق نفسه ولكن التعليم لم يتعد غير الساعات، أما «التربية» فما شاء الله تعدت الأيام، القصة قامت أحداثها في مدرسة حكومية متوسطة «والاسم لدينا والواقعة مثبتة» قد تكون القصة ليست غريبة لأن ما حدث من وقائع في حادثتنا حدث منها الكثير في أغلبية مدارسنا الحكومية، المشكلة تنحصر في ولي أمر طالب يريد نقل ابنته من مدرسة إلى مدرسة أخرى وأحضر ورقة الموافقة من المدرسة المراد نقل الطالبة اليها، ولكن للأسف عندما ذهب إلى المدرسة المراد نقل الطالبة منها فوجئ بأن المسؤولة عن الملفات غير موجودة وعليه المراجعة مع بداية الأسبوع المقبل، أي ان الطالبة ستجلس في المنزل أربعة أيام متغيبة، ما يترتب عليه عدم مقدرتها على تحصيل موادها الدراسية، وعندما حاول ولي الأمر مقابلة الناظرة قالت له السكرتيرة: الناظرة ما تبي تقابلك؟ خوش دوام وخوش تنظيم وخوش تعليمي تربوي.
مسك الختام: «إن حماية أمن الكويت وسيادتها واجب مقدس نذرنا أنفسنا له، ولن نتراخى في أدائه، وهو أمانة في عنق كل مواطن نتعاون جميعا في حملها وحسن أدائها».. من كلمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه في 25/6/2014.
[email protected]