هي قصة قصيرة بما تحتويه من كلمات وبرغم من حروفها البسيطة إلا أنها تحمل الكثير من المعاني التي أصبحنا نفتقدها في ذلك الوقت، تدور أحداث قصتنا بين شخصيتين لا ثالث لهما تجمعهما مشاعر وأحاسيس تتوج علاقتهما الزوجية.
تبدأ القصة بظهيرة يوم الـ 29/9 ويبدأ السرد مع الحوار القليل بين الزوجة وشخوص لا نراهم ولا نسمعهم فقط نستنتج من ردود الزوجة عند محادثتهم عبر الهاتف، ومن تلك المقدمة السريعة التي احتوت الكثير من المعلومات التي جعلتنا من خلالها نعلم بأن بطلتنا تقوم بالتجهيز لاحتفال عيد ميلاد زوجها، ومن الحوارات والتجهيزات تكشف لنا الكاتبة الكثير من الأشياء ومدى العلاقة بينها، حيث إننا نجد الزوجة عندما تقوم بالشراء أو الطلب من المحلات كانت بعد الانتهاء تذكر لنا من خلال محادثتها مع نفسها ماذا تعني تلك الأشياء لزوجها و ما تربطت به من ذكريات بينهما.
أحداث قصتنا لم تتعد 24 ساعة والأحداث لم تتعد غرفة المعيشة ومطعم على هضبة جبل وبرغم من حدود الأماكن والساعات القليلة إلا أننا لم نشعر بالملل، فبحرفية الكاتبة ونقلها للصورة الشاعرية للقارئ بصورة تقترب من الواقع جعلتنا نشعر بحميمية المكان ودفء المشاعر لتلك الكلمات التي نقرأها، ها هي الزوجة تنتهي من تجهيزات عيد الميلاد وها هي تذهب لتجهز نفسها لاستقبال زوجها وأثناء انتظارها وترقبها لدخول الحبيب عليها يأتي رنين الهاتف ونفهم من المحادثة أن زوجها يستدعيها للخروج حيث ينتظرها خارج المنزل للذهاب لتناول العشاء فتوافقه وتذهب إليه وعند غلقها لباب المنزل تقول «نحتفل عندما نرجع».
المنظر الثاني أحداثه بسيطة وتدور بين الزوجين اللذين يجلسان على طاولة في أحد المطاعم الذي تطل نوافذه على جمال الطبيعة الشاعرية، ومع تلك الصورة الجمالية ومع الذكريات التي تدور بينهما من خلال حديثهما الذي لم يحتو إلا قصائد شعرية في الحب وذكريات بداياته إلى أن يدخل السفرجي المطعم وهو يحمل قالبا من الحلوى، وهنا تندهش الزوجة فتكتشف بأن عيد زواجهما غدا، فتضحك وزوجها يندهش من ضحكتها لم تجد من الكلمات إلا جملة واحدة: غدا ميلادي.
المنظر الثالث والأخير تبدأ أحداثه عندما يدخل الزوج منزله ويفاجأ بالترتيبات التي قامت بها زوجته احتفالا بعيد ميلاده فتقترب منه وهي قائلة: اليوم ميلادك وغدا ميلادي.
تنتهي قصتنا التي ليست سطورها من الخيال، بل هي من واقعنا عندما كانت صديقتي تقوم بسردها لي وتحكي لي عن احتفالية عيد ميلاد زوجها وعيد زواجهما الذي لا يفرق بينهما غير يوم واحد، والمفاجئة بأنها لم تتذكر عيد ميلاد زواجهما وهي تقوم بتجهيز عيد ميلاد زوجها وفي الجهة الأخرى نجد الزوج أيضا لم يتذكر يوم ميلاده فقط كان مهتما بعيد زواجهما.
جميل بأن نتذكر الايام التي تجمعنا على الحب وجميل بأن يكون الحب هو محور الصراع بين الأبطال فالحب هو حرفين بين شخصين جمعهما الله ليدوم بينهما ليس فقط اليوم بل للغد.
مسك الختام: الله يتمم على كل من يحب، وكل عام وأنتم بخير، وحج مبرور وذنب مغفور لكل من حج بيت الله سبحانه.
[email protected]