نرمين الحوطي
(ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعمّا يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا ـ النساء: آية 58).
أبدأ رسالتي بالتهنئة الى كل من حالفه الحظ بالنجاح في الانتخابات البرلمانية، وأتمنى من الله ان تكون تباشير خير لنكمل مسيرة البناء والنهوض بدولتنا الكويت، رسالتي هذه اخص بها نواب الامة الجدد، ادعوهم الى ان يختاروا في بدء جلساتهم لغة التحاور فيما بينهم ويكفوا عن الصراخ والجدال الذي لم ولن يحقق اي شيء من دفع مسيرة دولتنا، واقول لهم: يا نواب الامة لتكن لغتكم هي الشورى كما امر الله عز وجل ورسوله عليه افضل الصلاة والسلام، ولتكن مجالسكم وحواراتكم حول ما يخص ويهم مشاكل من اوكلوكم عن مصائرهم لحمايتها والدفاع عنها وبناء مستقبل افضل.
يا نواب شعب الكويت اذكركم برسالتي هذه بما وعدتمونا من مشاريع وبناء لذلك الوطن، فلا تنسوا ما وعدتم به من اصلاح في التعليم، وبناء المستشفيات والمدارس والجامعات، واوصيكم بشباب الكويت العاطلين في بيوتهم دون عمل لعدم وجود فرص وظائفية لهم، كما اوصيكم بالمرأة التي الى الآن لم تنل كل حقوقها السياسية والشرعية فأين حقها من المسكن؟ بل اين حقها للحفاظ على اسرتها دون اعطائها حق التجنيس؟ اذكركم ان المرأة هي نصف المجتمع والتي كان لها الفضل الاكبر لكي تصلوا الى قاعة عبدالله السالم.
يا نواب الامة، اوفوا بأمانتكم التي نلتموها منا، فالصوت امانة، ونحن اعطيناكم اصواتنا لتكونوا رسولا مباشرا للدفاع عن حقوقنا السياسية والتشريعية، لتكن اصواتكم في منبر الامة دفاعا لنا لا علينا، تذكروا دائما ان الله بيننا وبينكم لانكم اقسمتم على الحفاظ على الدولة وعلى الشعب وهذه امانتكم امام الله، فلتكن هذه رسالتكم وليكن هذا مبدأكم، لا تقولوا اجبرنا على التوقيع كما فعل السابقون، ولا تتحججوا بأننا لا نعلم ما يدور في داخل قاعة عبدالله السالم، اننا مجتمع واحد لا يخفى عليه شيء، فلتكونوا صريحين مع انفسكم قبل ان تكونوا صريحين معنا، اجعلوا الصدق جسرا بيننا، فالصدق اسرع لغة للحوار، بل اجعلوا الكويت هي كلمتكم وطريقكم، اجعلوا دستور الكويت منارتكم لكي تضيء بلادنا من جديد، وليكن مبدؤكم على الدوم هو مادة 7 من الدستور: «العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع، والتعاون والتراحم صلة وُثقى بين المواطنين».