لا أعلم من كاتب هذه القصة، لكنني قرأتها في إحدى القصاصات التي ورثتها عن أختي «أم عبدالرحمن» رحمها الله، فبين الحين والآخر أخرج تلك الأوراق لأتذكر ما كان يدور بيننا من حديث.
وبعيدا عن الذكريات بالأمس كنت أرتب أوراقي الخاصة وإذا بقصاصات الذكريات تقع تحت أنظاري، فقمت بإعادة قراءتها وإذا بي أجد ورقة تحمل عنوان «جزاء الخائن»، ولكنها لا تحمل اسم كاتب تلك الأقصوصة فقمت بقراءتها وأعجبتني من حيث المغزى والمعنى واليوم أقوم بإعادة كتابتها إليكم لعلها تعجب بعضكم، تقول القصة:
كان يا ما كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان، كانت هناك قرية وكان من يقوم بتسيير أمورها رجل عادل وحكيم، كان ذلك الرجل يتميز بكرمه وعطائه لكل أهالي القرية، منزله مفتوح للفقير والمحتاج وقلبه يتحمل كل أبناء قريته، كان ذلك الرجل يجلس مع أبناء قريته يستمع لهم ويأخذ بمشوراتهم ويعمل معهم كل ما هو خير لقريتهم، كانت القرية تملأها السعادة وتجمعهم روابط الحب والخير لبعضهم، كانت الأهالي تحب ذلك الرجل ومن صور حبهم له كانوا كل عام يحيون له ذكرى ميلاده من خلال احتفالية تعم أفراحها جميع قريتهم، كما قاموا بالاتفاق فيما بينهم بأن يقوم كل عام أحد أفراد القرية بإهدائه أغلى ما عنده وأصبحت تلك العادة وذلك الاحتفال عرفا يعمل به سنويا.
وفي أحد الأعوام جاء دور فلاح بسيط يعيش على ما تنتجه أرضه ومن الصيد الذي يرزق به يوميا، واليوم أتى دوره ليهدي رئيسهم في عيد ميلاده أغلى ما عنده، فجاءته فكرة بأن يهديه طائرا متميزا كان يمتلكه ذلك الفلاح ويقوم باستخدامه كطعم أثناء صيده، وها هو اليوم يذهب إلى الرئيس ليهديه طائره الذي هو مصدر رزقه، وبالفعل يقدمه لرئيس القرية ويقول له: اليوم أهدي لك أغلى ما عندي، فإذا بالرجل العادل الحكيم يسأل الفلاح: وما هي مميزات هذا الطائر؟ فيرد الفلاح عليه: إن هذا الطائر أستعمله كطعم في الصيد، حيث أنصب الفخاخ وأضع هذا الطائر بالقرب منها، فيقوم بدوره بالتغريد ويصيح وينادي أبناء فصيلته من الطيور وعندما يأتون إليه يقعون في الفخ، وإذا بالرئيس بعد انتهاء الفلاح من قصة طائره يقوم ويأخذ الطائر ويقطع رأسه ويرميه.
وهنا استغرب الجالسون والفلاح مما فعله الرجل الحكيم، ثم سأل الفلاح: لماذا قتلت الطائر؟ وإذا بالرئيس يقول لهم: إن كل من يخون أبناء قومه يجب أن يكون هذا جزاءه.
مسك الختام:الزيف كله باطل حسنته الوحيدة أنه يكشف قيمة الصدق.
[email protected]