قال تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهدة فينبئكم بما كنتم تعملون- التوبة: 105).
ذلك ما يقوم به الشاعر عبدالعزيز البابطين في كل عام منذ أن قام بتأسيس مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، وهو العمل المتواصل لدفع الثقافة العربية بين الثقافات الأخرى، ذلك الجهد والتطوير الذي نراه كل عام من خلال موعد الاحتفال السنوي للمؤسسة لنرى بأعيننا الإنجازات والابتكارات الجديدة في هذا المحفل الأدبي والشعري الذي تتغير عباءته كل عام من حيث التنظيم والأفكار، وتبقى كما ذكرنا في بادئ الأمر الأسس ثابتة وهي الثقافة العربية. لن أبحر في أعمال البابطين ومن يقوم بإنجاز تلك الأهداف على مدار 25 عاما لأن الأقلام تعجز عن أن تضع تلك الإنجازات في سطور قليلة، ولكن سأسلط الضوء اليوم على نقطتين أولاهما الماضي وثانيهما المستقبل، تلك هي سطورنا التي تجمع بين التاريخ والمستقبل. قد يسأل البعض ما الرابط الذي يجمع بينهما؟ وقد يندهش الآخرون كيفية تجميعهما؟ ومن هذا وذاك تكون الإجابة واضحة كوضوح الشمس هي «دورة أبي تمام الطائي».
في هذا العام فاجأنا العم عبدالعزيز البابطين عندما أعلن في احتفالية مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري والتي أقيمت تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية في مراكش، وكان هذا ما بين 21 و23 أكتوبر 2014 فكانت المفاجأة تجميع أغلبية كل ما كتبه أبي تمام الطائي في مجلد واحد، ذلك هو الماضي وهاهو التاريخ يحلق ما بين الشرق والغرب، تلك الأشعار والأبيات أتت من المشرق لتغرد في المغرب، تلك هي سياسة عبدالعزيز البابطين تجميع الأمة العربية في قلب واحد، وهذا ليس بجديد على سياسته في نشر الثقافة العربية وتجميع تراثها.
وتأتي المفاجأة الأخرى وهي المستقبل الذي يتجسد في طلائع الشباب والفكر الجديد الذي حدد لها الشاعر البابطين جائزة من العام القادم خاصة للشباب ليطلع العالم على الفكر الجديد ومستقبل العروبة وليؤكد أن الشعر العربي نهر لم يجف وإلى الآن تنبع منه الوديان ليسقي الأدب العربي.
تلك هي حصيلتنا التي نتجت من احتفالية البابطين التي أطعمت القلب قبل أن تغذي العقل بما قرأ علينا من أشعار وبما سمعنا من حوارات أدبية لنعرف أين وصلت الثقافة العربية وقبل هذا كان التتويج للمحفل هو رعاية جلالة الملك محمد السادس لذلك الاحتفال ومن ثم ربط الماضي بالمستقبل بأياد جاهدت وثابرت لتجمع بينهما، فشكرا للشاعر عبدالعزيز سعود البابطين لما يقدمه من جهود لتوحيد الثقافة العربية.
٭ مسك الختام: ومنا إلى العم عبدالعزيز البابطين بأن يخصص دورة عن المرأة وكل ما كتب من أجلها في الماضي والحاضر والمستقبل.. عساك على القوة.
[email protected]