هي ليست أغنية ولا هي بقراءة الطالع، ولكن هي أمنية أصبحت الأغلبية تأمل بأن تقدر أن ترتشف فنجان قهوتها دون ضغوط سياسية واقتصادية واجتماعية.
في الماضي كان فنجان القهوة والقيام بتحضيره يأخذ من الوقت الكثير، بل نجد أن لكل دولة طعمها وطريقتها «لفنجان القهوة» فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أهل القاهرة كانوا يقوموا بإعدادها عن طريق «السبرتاية»، وكانت النساء يقومن بطحن القهوة في منزالهن، والبعض من أهلها كانوا لا يدخنون السيجارة إلا عند القيام بعمل «فنجان القهوة»، أما أهل الشام فنجد أن «فنجان القهوة» يعد للبعض الوجبة الرئيسية لهم في الصباح من خلال ما يسمى «ركوة القهوة» ومن هنا اذا قمنا بتتبع الطرق والشكال والأصناف في الدول العربية فسنجد أنها تعددت في اعداد فنجان القهوة واختلفت في الطقوس المؤدية لها ويبقى لنا من الماضي عبق رائحة القهوة عندما نقوم بطلبها في حاضر.
في الماضي رغم الضغوطات وفقر الامكانيات إلا أننا نجد أن المجتمعات كانت تتحلى بالصبر وتقوم بكل شيء في حياتها بهدوء وتروٍ أما اليوم فقد فقدنا طعم كل شيء وأصبح ما نريده نجده دون أن نسعى له بأي جهد لامتلاكه إلى أن أصبحت الأشياء في حاضرنا تفتقر الى المذاق والمتعة وابسطها «فنجان القهوة».
يا من تغنى بك وكتب عنك ولم يبق لنا من أطلال الماضي غير اسمك «فنجان القهوة»، وافتقدنا الطعم في حاضرنا، اليوم أصبحت الأذهان مشوشة لا تتحمل القيام بإعداد قهوتهم، قد يرجع البعض ذلك الى الضغوط السياسية والآخر يشتكي من أعباء الدنيا وما تحيطه من هموم في محيط مجتمعه، والأغلبية تلهث لتجميع الثروات ليطمئن على مستقبله وتبقى القهوة على النار تنادي من يقوم بإعدادها وآخر الانتظار أجهزة حديثة هي من تقوم بها إلى أن افتقدنا رائحتها وطعمها ومزاجها ولم يبق لنا في حاضرنا من ماضينا غير ما نسميه «فنجان قهوة».
مسك الختام: «أنا أهوى.. يامين يقول لي أهوى.. اسقيه بايدي قهوة.. يا للي تبات الليل سهران من إيدي لو تشرب فنجان... راح تلقى فيه السلوى والدنيا تصبح حلوة.. يا مين يقول لي أهوى.. اسقيه بايدي قهوة».
[email protected]