د.نرمين الحوطي
«اذا بدأت بتقييم الناس، فإنك لن تجد الوقت لتحبهم»
الأم تريزا
الأخ الكريم جزاك الله خيرا على وقفتك معي، وآسفة على إزعاجك، وكنت أتمنى إذا قلت لي بصراحة انك تراجعت عن كلامك وموقفك معي لكيلا أزعجك باتصالاتي مرة أخرى.
هذه رسالة قد يسأل البعض من صاحبها؟ ولمن ستبعث؟ انها مجرد كلمات صادقة من إنسان صادق لشخص كان يتصنع الصدق، ولكيلا أجعلكم تائهين سأقوم لكم بسرد القصة: أصل الحكاية، أعزائي القراء، حقيقية ليست من خيوط الخيال، الزمن: لا يهم متى، والمكان في الكرة الأرضية، الشخصيات بين رجل ذي سلطة ونفوذ وامرأة لا تمتلك إلا الحب والعطف والصراحة والضحكة الجميلة التي تجعل لديها قبولا عند الناس، المهم أن هذه المرأة تعيش دائما في دائرة المشاكل، والأسباب لا يعلمها إلا الله عز وجل، وفي يوم كانت هذه المرأة تعيش بين أحزان لا تعتقد أن تجد مخرجا لها وإذ بهاتف التلفون النقال يرن واذ بها تطلع على الرقم فتجده رقما غريبا، وعلى الرغم من هذا قامت بالرد على الهاتف: ألو السلام عليكم، منو معاي؟ المتحدث: شلونچ كيف احوالچ افلان معاچ تذكرتيني؟
المرأة: أهلا شخبارك طبعا تذكرت حضرتك.
الرجل: شنو في، اسمع عن مشاكلك وحاب اساعدچ اشرايچ اشوفچ بكرة؟
المرأة (تضحك وتشعر بالأمل) أوكي موافقة.
الرجل:لا تنسين تيبين الأوراق معاچ.
يأتي الغد والمرأة لم تنم طوال الليل حامدة الله أنها وجدت من سيشاركها همها ويقف معها كرجل بعدما فقدت الرجال في حياتها، وزاد شعورها بالضعف، وعلى الرغم من هذا إلا أنها تظهر أمام الناس قوية وصلبة وقادرة على ما تواجه من مشاكل في دنياها، المهم تذهب المرأة وتدخل من البوابة الرئيسية لإحدى الوزارات فتشعر بأن كل قضاياها ستنتهي، أخيرا وجدت شخصا سيكون سندا لها في هذه الدنيا، وبالفعل تقابله ويقوم بقراءة كل الأوراق الخاصة بها وبأسرتها، وحينما تنظر اليه عندما يقرأ الأوراق تشعر بأنها أخيرا وجدت الفارس الذي سيأخذ بسيفه ويدافع عنها، وبالفعل عند انتهاء محاورتهما وعدها بأنه سيقوم بحل كل مشاكلها وسيكون ظهرا لها بعد سماعه ما مرت به من مشاكل خلال هذه الأعوام القليلة.
قد يسأل البعض منكم ما المقابل؟ لا مقابل، وهذا ما جعل المرأة تندهش لموقف الرجل، ولكن عندما ركبت سيارتها شعرت بأنه إلى الآن الدنيا بخير، ولكن للأسف لم تدم هذه الفرحة إلا ساعات، فلقد قامت السيدة بعد ذلك بالاتصال بالرجل عدة مرات إلا انه لم يجبها، وتبعث له رسائل دون جدوى، والسبب لا أحد يعلمه.
والسؤال هنا لماذا يخشي الناس من الصراحة؟ لماذا يحكم الناس على الآخرين بالظاهر؟ لماذا نقوم بالوعود وقطع العهد على أنفسنا ومن ثمّ ننسى ولا نعتذر.