تلك الحروف عندما نقوم بتجميعها تصبح واقعنا اليومي بجميع اتجاهاته سواء على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي وغيرها من الأصعدة العاملة على بناء مستقبلنا قبل حاضرنا، ولكن ما نجده أننا في دائرة تخبط مزمنة.
قرارات واجتماعات ولجان لجميع حالاتنا واحتياجاتنا ومع هذا نتائجها متخبطة لا مصير لها غير التغيير بعد فترة وجيزة من صدورها، لا تكن مبتهجا بهذه التغييرات لأنها أيضا تغييرات متخبطة وإدارات تتخبط ضد بعضها لتصدر قرارات تخبط في أرجاء مجتمعنا إلى أن أصبحنا نعيش في زمن متخبط.
ذلك هو الحال ولا نريد ان نسمع ممن يقومون بالتصريحات لمحاربة الفساد وإنقاذ مجتمعاتنا من التخبط في جميع حالاته، لأننا سئمنا من تلك الدائرة التي ندور فيها دورانا عشوائيا غير منتظم بحركات متخبطة هستيرية لا نعلم اين بدايتها؟ ولا ندرك كيف ستكون نهايتها؟ فقط، أصبحنا كالدمى في أيادي تقوم بتحريكنا لنؤدي أدوارا غير مكتوبة ونلعب شخصيات ليس لها عمق ولا تأثير، فقط التحريك من أجل التخبط.
قد يقول البعض إنني أمتلك نظرة تشاؤمية وقد ينظر الآخرون الى أنني لا استوعب الخطط المستقبلية لمجتمعنا، ومن هنا وهناك كلماتي مستوحاة من المجتمع الذي أنتمي إليه وليس من كوكب آخر، تلك هي مشاعرنا التي أصبحت متخبطة لا تعلم أين مرساها ومن هم بحاراتها؟ أصبحنا لا نملك الأمل من الخبطات المتتالية التي تصيبنا من القرارات الصادرة والملغاة، قد يقول البعض: اعطني مثالا لبرهنة ما أقول؟ فيكون الجواب له: ليس باستطاعتي كتاب مجلدات من الأمثلة.
فقد أقول: انظر إلى الوضع المتخبط وأنتم اذكروا لنا: أين الطريق الصحيح؟ نريد خطوطا مستقيمة غير متعرجة لنعرف بدايتها من نهايتها، أمنياتنا طريق يبدأ بالأمل وينتهي بالإنجازات، سئمنا من الخطوط المتخبطة والملتوية والمتعرجة التي تأخذ بنا لترهقنا دون أن نرى من بعدها مجتمعنا الجديد، اصبحنا نسير وكأن الشوارع والمباني والأفراد أيضا تتخبط فيما بينها كما لو أننا نعيش في زلازل متتالية لا نعرف متى سوف تنتهي توابعها المتخبطة.
٭ مسك الختام: من اشعار «هشام الجخ»
سئمنا من تشتتنا
وكل الناس تتكتل
ملأتم فكرنا كذبا
وتزويرا وتأليفا
[email protected]