د.نرمين الحوطي
قد يستغرب البعض من عنوان مقالتي، ولكن الاغرب من ذلك أنني لا ولم اصدق زميلي في الجريدة عندما قال لي انه توجد مصبغة تعمل على مدار الاربع والعشرين ساعة.
في المساء وكعادة كل يوم اقوم بالاتصال اليومي مع زميل لي في الجريدة لاعطي له ملخصا يوميا لكل ما يحدث من اخبار محلية وسياسية وثقافية، وفي يوم كان محور حديثنا عن متاعب عملي واذا به يقاطع حديثي ويقول لي بأنه مستعجل وسنكمل حديثنا غدا، وعلى الفور استفسرت منه اين هو ذاهب وما المشوار المهم؟ فجاوبني بأنه ذاهب الى المصبغة، وهنا اندهشت لرده، وعلى الفور سألته هل توجد مصبغة تفتح في هذا الوقت، «حيث كان الوقت في الحادية عشرة والنصف مساء» فأجابني بسخريته المعهودة في شارع الصحافة بأنه توجد بالفعل بل قام بأعطائي عنوانها وأرقام تلفوناتها لكي اتعامل معهم فيما بعد، المهم اغلقت الهاتف من زميلي على وعد بأن نكمل حديثنا غدا.
وبعد اغلاق الهاتف اخذتني الافكار، وترددت في ذهني كلمات محددة هي اربع وعشرون ساعة، جميل أن يجد الانسان خدمات على مدار اليوم، وهنا اسأل: لماذا لا تعمل دوائرنا وشركاتنا على مدار الاربع والعشرين ساعة؟ قد يضحك البعض مما اكتبه اليوم من كلمات وقد يستغرب البعض الآخر، ولكن كلماتي اكتبها اليوم وانا بالفعل جادة فيما اطرحه من افكار، لماذا لاتعمل كل دوائرنا الحكومية والقطاع الخاص على مدار الاربع والعشرين ساعة؟ فعلى سبيل المثال الكل يعلم أنه يوجد ازمة في توظيف الشباب الكويتي وان نسبة البطالة في تزايد مستمر، وبجانب هذه البطالة نجد ان كثيرا من موظفي الدولة يصرف لهم عمل اضافي لعدد ساعات عمل فوق عدد ساعات العمل اليومي، وهنا يكمن ما اطرحه من فكرة اذا كانت توجد بعض الوظائف التي تستدعي العمل على مدار الاربع والعشرين ساعة واذا كانت الدولة تعاني من مشكلة البطالة واذا كانت الدولة تصرف اموالا طائلة في عدد الساعات الاضافية لموظفيها، اذن لماذا لا نجعل العمل على مدار اليوم كله؟ بحيث يقوم على نظام «الشفتات» ومنه سنحل مشكلة البطالة من خلال توظيف الشباب وبدلا من اعطاء الموظف بدل ساعات اضافية وأخذه راتبين، يقوم التوزيع العملي والمالي على موظفين، ونكون هنا قد قمنا بحل المعادلة الصعبة، اولا: قمنا بحل مشكلة البطالة، وثانيا: لا نحمل الدولة مبالغ مالية نحن بحاجة اليها في اشياء اخرى، بس ما اقول: للزميل الا: الله يفرح ايامك على مدار الاربع والعشرين ساعة.