د. نرمين الحوطي
قد يسأل البعض ما العلاقة بين صموئيل بيكيت ومشكلة الماء في الكويت؟ وقد يسأل البعض الآخر من هو صموئيل بيكيت؟
صموئيل بيكيت هو رائد مسرح العبث اللامعقول، وقبل تساؤل البعض ما مسرح العبث نذكر أن مسرح العبث هو مسرح نشأ نتاج ظروف سياسية وعالمية كبرى في الثلاثينيات من القرن الماضي أدت بالفلاسفة المحدثين إلى التفكير في الثوابت، ويمتاز مسرح اللامعقول أو مسرح العبث بالبعد عن الزمان والمكان والحبكة (عقدة المسرحية)، فعندما تقرأ مسرحية تنتمي للعبث تجد أن الحوار مبهم وغير مفهوم وهذا ما يربط ما بين العبث ومشكلة الماء في الكويت.
ورغم أن البعض قد يظن أنني أسخر فيما أكتبه اليوم، إلا أنني أؤكد جديتي فيما أكتبه، لأن ما نقرأه في صحفنا خلال هذا الأسبوع من مشاحنات وتوترات سياسية وتهجم على موظفين بالدولة، بل وقد يصل الأمر إلى أن كل من لديه مشكلة يتجه إلى النائب العام فإن هذا يجعلنا نشعر بأن لغة الحوار التي تجمع المجتمع الكويتي أصبحت مبهمة بل أصبحت لغة الحوار المقروءة في جرائدنا لتصريحات لبعض المسؤولين غير مفهومة بل وعبثية في أقدارنا ومستقبلنا.
تصريحات ببناء جامعات في كل محافظة تجعلنا نشعر بأن الكويت أصبحت الولايات المتحدة من حيث المساحة ويأتي اليوم التالي بتصريحات لاعتداء على موظف من بعض من عندهم الحصانة، الأغرب من تلك التصريحات على هذا الموضوع بعض الأقلام الصحافية التي تندهش من هذه الظواهر السلبية وتداخلات باسم الواسطة في المعاملات الوزارية كأنهم لا يعلمون بهذا ولكن أخبركم خيرا بأن البعض ممن يمتلكون هذه الحصانة لم يصلوا إليها إلا من خلال تخليص هذه المعاملات، المهم يأتي اليوم التالي لنفاجأ بأنه أصبح كل من لديه مشكلة يتجه إلى النائب العام وهذا ليس بخطأ ولكن التساؤل الذي يطرح نفسه هو أين الجهات المسؤولة التي جعلت هذا المواطن يتجه إلى النائب العام ليحل مشاكلهم؟
كل هذه التصريحات ويوجد منها الكثير لم نذكرها ولكننا نعلمها التي تجعلنا نشعر بأننا نعيش في زمن العبث، الكل ينادي في طريق آخر، وللأسف كل طريق لا نهاية له، في البداية كانت التنمية شعارهم فأين ذلك الشعار للماء والكهرباء؟ المشكلة ليست وليدة اليوم، المشكلة لها جذور قديمة وأفرع بالية، كل من أعتلى منصب الماء والكهرباء شدد على ضرورة بناء مولدات جديدة ولكن للأسف التنمية لم تدرج في جدولها هذه المشكلة، إننا نعيش في هذه المشكلة من أعوام وليست أشهر، فشر البلية ما يضحك وهو أننا نقوم ببناء محطات الماء والكهرباء للغير، وننسى أن نبني لبلادنا، تعودنا على هذا، نعطي للغير وننسى أنفسنا، فالكويت على الدوام يطلق عليها «عين عذاري» ولكن المشكلة إذا انتهى الماء في عين عذاري فماذا سيكون الحل؟ أفيدونا أفادكم الله، وترى يا جماعة رمضان على الأبواب.