بالأمس عندما كنا نسمع أو نقرأ عن المخدرات ومن يتعاطاها كان الأمر يعد شاذا على المجتمع، واليوم أصبحت الظاهرة مرضا أصيب به أغلبية الشباب، ذلك هو الشبح الذي أصبح مسيطرا على عقول الكثير من الشباب.
الشباب، تلك الفئة التي أصبحت مصابة بمرض «المخدرات»، ولكن السؤال: لماذا أصبح الشباب يلهثون بغياب عقولهم؟ إن القضية ليست ما يتعاطونه ولا كيفية التعاطي ولا تكمن فيمن يجلب لهم ذلك الوهم الذي يسمى «المخدرات» المرض تحوم مسبباته نحو لماذا أبناؤنا يبحثون على المواد المخدرة؟
قضيتنا اليوم لا تنحصر في جهة واحدة بل شباكها متعددة الأفرع، فالشباب هم المستقبل ومن هنا تبدأ حبكتنا المسرحية إذا أردنا أن نجعل أحداثها تحاكي واقعنا، فعندما نريد الكتابة لواقعنا لا بد أن نجعل عقدتنا من عدة أسئلة أهمها: كيفية التربية داخل الأسرة؟ الرقابة الأسرية؟ ما هي الأنشطة المقدمة في المدارس لأولادنا؟ هل تدرس الفنون وثقافتها في مناهجنا المدرسية؟ أين التربية العسكرية من أبنائنا؟ وأين دور الدولة في التحفيز على الأنشطة والمواهب الشبابية؟ أين الرقابة على المحلات والمقاهي؟ هل توجد توعية إعلامية أو تربوية لهم؟ تلك بعض المفاهيم التي يضعها الفرد في فكره عندما يقوم بحياكة عقدة الموضوع «ضياع المستقبل».
من تلك الإشكاليات التي قمنا بذكر البعض منها يتضح لنا أن قضيتنا تنصب في محور أساسي إذا أصبنا بوضع إستراتيجية مدروسة للمدى البعيد وقابلة للتنفيذ تكون مسرحيتنا ذات نهاية سعيدة، أما إذا أسأنا الاختيار فيمن يقوم بوضعها كانت نتيجتها ما نشاهده اليوم «ضياع الأجيال القادمة».
«خطة المستقبل» تلك الخريطة أو الخط البياني التي تقوم عليها مؤسسات الدولة لتنمية الشباب وتطوير المستقبل لهم ومن خلالهم، فلو امتلكنا عقولا تمتلك نوعا من الابتكار والإبداع وتنظر بعين المستقبل، لوجدنا خطة استراتيجية محكمة لتنمية الشباب تقيهم وتحصنهم من كل ما يغيّب عقولهم، ولكن لافتقارنا الى العقول المبتكرة نجد أن عدم وجود خطة التنمية لم تقتصر على الشباب بل على المجتمع ككل مما جعل شبابنا يبحثون عن كل ما يغيب عقولهم هاربين من مستقبل لا دور فيه ولا تميز، تلك هي مشكلتنا وهي عدم وجود أسس مدروسة مبنية على ارتقاء وتطوير الشباب وشغل أوقات الفراغ، فإذا قمنا بوضع الحلول فسنجد أن قضيتنا تمتلك كما من الأسباب التي تعطي النتائج الإيجابية، أما ما نراه اليوم وهو تغيب الدولة عن دور الشباب ووضع بعض الخطط الوهمية التي يتلاعب بها بعض المسؤولين من أجل الدعاية والإعلام وهذا كله جعل المخدرات طريق أبنائنا.
٭ مسك الختام: رسالة إلى (...) لم أستطع التحديد لأنني وجدت الكل مشاركا في جريمة ضياع المستقبل.
[email protected]