د. نرمين الحوطي
في زحام المشاحنات السياسية التي نراها ونسمعها في الآونة الأخيرة سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، يشعر الإنسان بأنه يحتاج إلى بعض الهدوء النفسي والعقلي أيضا، فما الحل لتلك المشاحنات والتوترات النفسية والعصبية؟ الحل هو القراءة، فكرة صائبة لكل من يعاني مثلي من هذا الاكتئاب السياسي والرياضي أيضا.
«بوح الحنايا» هو ديوان شعر للشاعر حيدر الهزاع وقد يستغرب البعض أن هذا الديوان شعر نبطي، وهذا ما جعلني أقرأه لأنني للأسف لم أتطرق من قبل لقراءة أو معرفة هذا النوع من الشعر، مما جعلني أتصفح هذا الديوان لأعرف ما القافية التي يكتب بها الشعر النبطي وبأي موازين تضبط كلماته، قرأت الديوان فإذا بي أجد جماليات اللغة العربية من خلال استخدام بعض المصطلحات التي تفوح منها اللغة العربية الفصحى التي للأسف تناسها أهلها في زمن العولمة، وقد وجدت القصائد تحمل مشاعر تختلف عن الأخرى، فتارة تقرأ عن الصداقة وتارة أخرى عن العشق والهوى، وثالثة عن مشاعر الوفاء في رثاء بعض الشخصيات التي أثرت في شاعرنا، أي عند قراءتك للديوان تشعر بأنك تتذوق كل مشاعر الحب والوفاء بين دفتي بوح الحنايا، وقد أصاب شاعرنا عندما قام باختيار اسم ديوان شعره، فالبوح الكل يعلمه وهو الفصح عن الشيء، أما الحنايا فتعني القفص الصدري، كما لو أراد شاعرنا أن يقول إنه لابد للإنسان أن يحوي كل هذه المشاعر في داخله، وقد خص شاعرنا القفص الصدري لأنه يحوي قلب الإنسان، فبقصائد شاعرنا وعنوان ديوانه كأنه يريد أن يبعث برسالة إلى كل من يقرأ ديوانه أنه لابد أن يمتلك مشاعر الوفاء والخير، وهذا ما ينقصنا في تلك الأيام. يرثي شاعرنا في بعض أبياته في بوح الحنايا رائد المسرح الكويتي ـ صقر الرشود:
-
يا من ترك للناس علمه وفنه
-
وأعطى جهودا مالها أول وتالي
-
أعمال تخبر كل الأجيال عنه
-
تبقى طول أيامها والليالي
-
وأعطى الرسالة حقها دون مِنة
-
صقر الرشود ابن الكويت المثالي