من أجمل الساعات واللحظات عندما أتحدث مع معلمي وأستاذي ويكون «باله مو مشغول»، ما أعذب الحديث والسماع له والمقدرة على محاورته! وحواراتنا ما هي إلا حصيلة تجمع الكثير من المعلومات والحكم التي تنير طريق علمي وعملي للمستقبل.
بدأ الحوار عندما قام بالاتصال بي ناقدا ومعلقا على مقالي الخاص بعيد الأم، وكعادته كالسيف يقول لي بعد التحية: لماذا لم تقومي بتسليط الضوء على من ابتكر تلك المناسبة؟ ولماذا لم تثيري أنه إلى الآن لم ينتج لنا أغنية تحمل كم المعاني والمشاعر مثل أغنية «ست الحبايب»؟ ثم هل تعلمين كيف كتبت أغنية «ست الحبايب»؟ كثيرا عندما يقوم أستاذي بطرح الأسئلة علي أكون مفتقرة الى الكثير منها، وهذا ليس بعيب، فالإنسان يظل يتعلم إلى أن ينقطع عن العالم، وفي بعض الأوقات أكون على علم بالبعض منها ولكن ليس بالكم الوفير مثلما يمتلكه، «المراد» قلت ان ما أعلمه أن من ابتدع عيد الأم في الدول العربية وجعله في تاريخ 21/3 هو كاتبنا مصطفي أمين، وبالفعل ان أغنية «ست الحبايب» مازالت هي الأغنية الأولى والأخيرة في تلك المناسبة وللأسف لم ينتج من بعدها أغنية تضاربها فيما تحمله الكلمات من مشاعر معبرة عن الأمومة والأم أما قصة الأغنية لا أعلمها. وهنا قال لي: أتعلمين أن تلك الأغنية شاعرها قام بكتابتها خلال خمس دقائق؟ فقلت له: معلومة جديدة، كيف؟ فأجاب معلمي: كاتب كلمات الأغنية الشاعر حسين السيد، كان في زيارة لوالدته في ليلة عيد الأم وكانت تسكن في أحد الأحياء الشعبية في القاهرة في الطابق السادس وبعدما صعد السلم ووصل شقة والدته اكتشف أنه نسي شراء هدية لأمه بهذه المناسبة، وكان من الصعب عليه نزول السلم مرة أخرى فوقف على باب شقة والدته وأخرج من جيبه قلما وورقة وبدأ يكتب كلمات الأغنية بشكل تلقائي دون مسودة وبعد انتهائه من الكتابة دخل على والدته يلقي عليها ما كتبه ففرحت بها جدا ثم وعدها بأنها ستسمعها في اليوم التالي في الإذاعة المصرية بصوت غنائي جميل. شاعرنا قال هذا بعفوية دون أن يعرف كيف سيفي بهذا الوعد لأمه، وبعد انتهاء الزيارة قام شاعرنا بالاتصال بالموسيقار محمد عبدالوهاب وأعطاه الكلمات عبر الهاتف فأعجب بها عبدالوهاب وقام بتلحينها في بضع دقائق ثم قام بعد التلحين بالاتصال بالفنانة فايزة أحمد وأسمعها الأغنية وقامت بالتدريب عليها وفي صباح يوم 21/3 تغنت الأغنية وقدر حسين السيد على الوفاء بعهده لوالدته.
مسك الختام: تلك كانت لحظة من لحظات أستاذنا، ومقالنا القادم نظرية أستاذنا في «الواتساب»، إلى كل معلم وأستاذ اثرى طريق أبنائه لا نستطيع إلا أن نقول «قم للمعلم وفِّه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا».
[email protected]