تنص مادة 11 من دستور الكويت على الآتي: «تكفل الدولة المعونة للمواطنين في حالة الشيخوخة أو المرض أو العجز عن العمل كما توفر لهم خدمات التأمين الاجتماعي والمعونة الاجتماعية والرعاية الصحية». تبدأ مقالتنا من حيث تنتهي مادة 11 من دستور الكويت، الرعاية الصحية، قبل أن نخوض في قضيتنا وجب علينا أن نعطي مثالا بسيطا لسوء الرعاية الصحية التي نعيشها بالكويت في الآونة الأخيرة.
في صباح باكر شعرت بألم في الصدر فقمت بالمرور على القنوات الصحية المتبعة في مستوصفاتنا إلى أن وصلت مستشفى حسين مكي جمعة وبعد الكشف طلب مني أن أقوم بأشعة دقيقة «mammography» ليتأكد الطبيب من التشخيص الدقيق للحالة، وبالفعل قمت بالذهاب للجهة المختصة لتلك الأشعة الدقيقة، المهم بعد أخذت الأخت التي في الاستقبال الوصفة الطبية وأخذت جميع بياناتي أفاجأ بأن الموعد بعد عشرين يوما «يعني الواحد يكون مات من التفكير.. الله المستعان»، وعند السؤال لمن تقوم بتحديد المواعيد: أستاذتي الفاضلة مو أكن الموعد وايد بعيد؟ فقالت: والله يا أختي شنو أسوى عندنا ضغط في المرضى والأجهزة مو ملحقة مع المراجعين.
ومن هنا تبدأ قضيتنا التي تنحصر في «الأجهزة مو ملحقة مع المراجعين» أي نقص في الأجهزة الطبية، عجبا لما اسمعه وأنا أقف على أرض الكويت بلد الرخاء والكرم والإنسانية ومد يد العون للغير وأسأل المسؤولين: أين ابن الكويت من هذا الخير؟
إن القضية عندما نقوم بتحليلها وتفكيكيها وفق ما ينص عليه مواد الدستور نجد أن أغلبيتها قامت على حماية الفرد والمجتمع وتوفير الأمن والأمان للفرد، تلك المواد التي شرع منها الكثير من القوانين التي لم توضع اعتباطا، بل قامت على دراسة متكاملة بما تمتلكه الكويت من الكثير من الخيرات لأبنائها وشعبها بأن يعيشوا عيشة كريمة، لن أخوض في القوانين ولا مواد الدستور وكيفية التخطيط لتحقيق الحياة الكريمة للشعب الكويتي إنما أسلط الضوء على ما يعاني منه المجتمع الكويتي وأيضا الوافدون، فهم لهم حق مثل حقوق الفرد الكويتي وخصوصا في الصحة، ان القضية لا تقتصر فقط على الأجهزة الطبية بل أصبحنا نفتقد الكثير سواء على الصعيد التعليمي أو الصحي وغيرهما من احتياجات بناء مجتمع متكامل، أتى الوقت الذي يجب على الدولة أن ترعى المواطن في جميع الأصعدة الإنسانية ليبني مجتمعه على أسس صحيحة ينعم بخير دولته، وبعد كل هذا يقولون ما عندنا أجهزة mammography كافية....وعجبي.
مسك الختام: إلى الجمعيات التي تعمل من أجل مرضى السرطان يا ريت تخفون من حفلاتكم واجتماعاتكم وتشوفون لنا حلا في توفير الأجهزة أو تتبرعوا بفلوس الحفلات والندوات والسفرات للتبرع والمساهمة في شراء الأجهزة يكون أفضل لكم لرسالتكم السامية.... والله من وراء القصد.
[email protected]