كان بداية الحوار عندما قال لي أستاذي: «إذا العالم بأجمعه صرخ فان من الممكن الا أحد يسمعه. وهنا لأول مرة أعارضه فقلت له: من قال هذا؟ في بعض الأوقات بل أغلبية من يصرخون تصل آلامهم للآخرين. وهنا ولأول مرة أجد معلمي ينصت لي بإمعان وإعجاب لما أقوله له فقال: كيف؟ فقلت: إن الصرخة شيء عظيم تقوم به أغلبية البشر، فهي تقوم به عندما تكون غاضبة أو غير سعيدة، وهناك العديد من الأسباب في حياتنا اليومية تجعل الإنسان ينفجر ويصرخ أمامها أو من أجلها، وقد تكون في بعض الأحيان لا تسمع صرخاتنا، وبالرغم من هذا إلا انه في أغلبية الوقت تسمع ومن تصل له تلك الصرخات يهتم بها وينصت لما تحمل تلك الصرخات من أسباب.
لأول مرة أخالفك الرأي يا أستاذي فالفرد عندما لا يملك تغيير واقعه ويتحمل الكثير من الضغوط التي لا يقدر تحملها ينفجر من خلال الصراخ حتى يرتاح نفسيا ويفرغ من خلال صرخته الشحنات السلبية التي تقع عليه وعلى سبيل المثال لا الحصر الحياة وما تحمله من كم هائل من المشاكل التي تواجه الإنسان من عوائق لا يقدر على مواجهتها أو حلها فلا يمتلك إلا الصراخ لكي يفرغ همومه من خلالها ويعلن منها عن رفضه لما يقع عليه من ضغوطات نفسية، قد تختلف الصرخات من إنسان الى انسان آخر من حيث الشكل والفعل، ففي بعض الأوقات نجد من يركض ويصرخ في الشوارع فنظن أنه جن، والبعض تتحول صرخاته إلى بكاء هستيري، قد تختلف الأشكال وقد تتعدد الأسباب ولكن تبقى الصرخة أملا للكثير ممن يشعرون بقمع الحياة وقلوبهم مليئة بضغوط الدنيا ولا يمتلكون غير الصرخة، لعل وعسى ان تسمع من الآخرين وفي بعض الأوقات تسمع من الآخر فكيف لا تريد ان الإنسان لا يصرخ ولعل وعسى يا أستاذي ان العالم في يوم ما يصرخ صرخة واحدة تدوي في سماء العالم وتسمع ممن كانوا سبب صرخاتهم.
٭ مسك الختام: إذا فشلت في تحقيق مبادئك فغير أساليبك لا مبادئك فالأشجار تغير أوراقها لا جذورها.
[email protected]