عنوان مقالي قد يخص أستاذي، لكن رغم تلك الخصوصية التي تنحصر في هذا العنوان إلا أن سطور المقال تحمل رسالة لكل من يقرأها، تبدأ كلماتنا من منتصف شهر ذي القعدة واكتمال القمر ليصبح بدرا في ذلك اليوم، كنت جالسة أنظر لجمال البدر ومع تلألؤ أنواره في سمائنا أخذتنا الكتابة لبعض الخواطر وبعد الانتهاء مما كتبت قمت بإرسالها عبر الرسائل الإلكترونية لمعلمي لإبداء رأيه فيما كتبت، دقائق وأنا انتظر الرد من خلال رسالة منه ولكن تحولت الكلمات من رسائل إلى مكالمة هاتفية من معلمي بدأ حواره بالسلام والتحية والاستفسار عن المكان الذي أتواجد به؟
وبعد الاطمئنان عن الأحوال والمناقشة الطويلة في بحور الشعر والنثر وتناول ما قمت بكتابته ومناقشته أخذنا الحديث لمجرى آخر ووجدت أستاذي أصبح يتحدث عن مراحل تكوين القمر إلى أن يصبح بدرا، وارتباط القمر مع البحر في المد والجزر من خلال الجاذبية، كان حديثا شيقا وممتعا مما استفدت الكثير من أستاذي من معلومات لم تقتصر فقط في بحور الشعر بل تارة جغرافية وتارة أخرى علمية وهذا ليس بجديد على أستاذي في عذب الحديث والكم الهائل مما يمتلكه في حديثه من معلومات، انتهت المناقشة ولكن لم ينته الحديث مع أستاذي عندما قال لي:
إن الإنسان يحتاج بين فترة وأخرى لأن يجلس ويتمتع بالكون وما خلق الله عز وجل له من جماليات يفتقد مشاهدتها طوال الأسبوع، فالإنسان عندما يقوم بملء عينه بالكون ويتلمس بمشاعره جمال الخالق يشعره ذلك بأنه شاعر، وهذا لا يقتصر على الكتابة بل في ذاتية الإنسان، ذلك الإحساس يولد طاقة إيجابية تعمل على إيجاد التفاؤل في النفس البشرية وهذا ما حدث لك، وهذا ما يفترض أن يقوم به الإنسان بين فترة وأخرى، إن الفرد على مدار ساعات اليوم يقوم بكم كبير من المشاغل مما يفقده الكثير من طاقته الإيجابية وعلى مدار الأسبوع نجد أن الطاقة الإيجابية أصبحت طاقة سلبية، لهذا تجدين دول الغرب يقدسون ما يسمى بـ «week end» أي عطلة نهاية الأسبوع بل تجدينهم أيضا في تلك العطلة يقصدون الأماكن الواسعة سواء أكان بحرا أو مساحات زراعية أو غيرها من أماكن تقدم التفاؤل لهم لقضاء تلك الفترة لتطهير النفس من كل شوائب سلبية وإعادة الطاقة الإيجابية ومنها يعودون لمنازلهم يحملون الكم الكثير من التفاؤل ليبدأوا أسبوعهم الجديد بكل نشاط وتفاؤل وهذا ما حدث لك يا صغيرتي.
٭ مسك الختام: تفاءلوا بالخير تجدوه.
[email protected]