د. نرمين يوسف الحوطي
اليوم هو موعد لقاء صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه مع الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، ولا شك أن كثيرين منا ينتظرون نتائج هذا اللقاء بشغف كبير، بل ان اولوية الأقلام الصحافية اصبحت وضع التحليلات السياسية لما سيسفر عنه اللقاء، ولا ننسى أيضا البرامج الإعلامية، فالكل يعلم أن هذا اللقاء تترتب عليه نقاط كثيرة وأهمها مصير ملف الديون العراقية، ولكن ما يثير انتباهي هو أن بعض الإعلاميين والسياسيين في الكويت يعدون العدة لما بعد هذا اللقاء! كما لو أننا سنخوض حربا.
ما أسمعه وأقرأه يذكرني بزيارة والدنا صاحب السمو إلى الولايات المتحدة الأميركية والتي كانت في أوائل يوليو 2005، وكان سموه في ذلك الوقت يشغل منصب رئيس الوزراء، وأثناء زيارته قابل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الذي أثنى على خطوة الكويت تجاه المرأة وإعطائها حقوقها السياسية في ذلك العام، وكان الإعلام الخارجي يبارك للكويت على هذه المبادرة، خاصة أن الكويت كانت لها الريادة بين دول الخليج العربي في إعطاء المرأة كامل حقوقها السياسية، وبالرغم من هذا الصدى الإعلامي الطيب تجاه الكويت في مختلف دول العالم وقتها، تعالت بعض الأصوات الداخلية سواء سياسية أو إعلامية رافضة هذا الأمر، وبعضهم مستمرون على موقفهم إلى وقتنا هذا، واليوم يتكرر نفس الموقف باختلاف الظروف ونوع القضية، اليوم 3 أغسطس 2009 موعد لقاء صاحب السمو الأمير مع الرئيس الأميركي، بعد يوم واحد من الذكرى التاسعة عشرة للاحتلال الصدامي للكويت في 2 أغسطس 1990، والكل يعلم أن أهم الموضوعات التي ستناقش في هذه القمة ديون العراق كما ذكرت، ونحن هنا لسنا في مجال وضع تحليلات أو تصورات لما ستسفر عنه القمة، خاصة أننا نعتبر والدنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد رائدا في العلاقات الدولية وسموه عميد الديبلوماسية العالمية، ولكن ما أستغربه اليوم هو بعض الأقلام في صحفنا الكويتية، وأيضا بعض البرامج التي تبث عبر قنوات فضائية كويتية «المعارضة من أجل المعارضة» حيث تذهب إلى رفض أي تسويات لهذا الملف.
عفوا لما أكتبه ولكن هذه الحقيقة، فعندما أقرأ تحليلات الجرائد الأخرى العربية والأجنبية التي تشيد بالكويت من حيث حكمتها السياسية بل وتثني على خيرها على الدول العربية والإسلامية والأجنبية أيضا تصيبني الدهشة لما أراه من الجانب الآخر، وما يؤكد كلماتي هو ما قرأته من مقال للدكتور عبدالمنعم سعيد في جريدة الأهرام وكان ذلك أمس الأول، عندما قام بشرح مفصل لأزمة الكويت والعراق وذكر ما اقترفه النظام العراقي السابق من إثم تجاه الكويت باحتلاله الغاشم لأرضنا الحبيبة، إلا أن الكاتب د. عبدالمنعم سعيد طالب المعارضة الكويتية في مقاله بأن تتعقل في قرارها لما تمتلكه الكويت من قوة اقتصادية تؤثر على إستراتيجية العالم، وناشد الكاتب الرأي العام الكويتي والسلطة التشريعية الاتصاف بالحكمة والتروي في أخذ القرار بالنسبة لملف ديون العراق وهذا يرجع إلى ضرورة تهدئة الوضع في منطقة الشرق الأوسط، وقام كاتبنا بضرب مثال لنا وهو «المسألة الألمانية» إبان الحرب العالمية الأولى.
ما أقرأه وأسمعه عن الكويت من الإعلام الخارجي يزيدني فخرا بأنني أنتمي إلى الكويت، ولكن يخذلني ما أسمعه وأقرأه من بعض من يقولون إنهم إعلاميون أو سياسيون في ساحتنا المحلية وهم غير ذلك، لأنه على ما يبدو فإن مهنتهم الأساسية هي كيف يقومون بإشعال الفتيل، وهم خبرة في ذلك، ولن أجد إلا كلمات الله عز وجل في القرآن الكريم ردا عليهم: (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. النحل ـ 112).