د.نرمين الحوطي
كل عام وأنتم بخير وتقبل الله صيامكم وطاعتكم، لا شك أن نفحات شهر رمضان كثيرة وجميلة، حيث تبدأ أيامه بتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء والتي للأسف نفتقدها طوال العام، وقد اتفقت مع أسرتي وأصدقائنا أن التجمع سيكون في بيت أختي أم عبدالرحمن، لن أخوض في تفاصيل الزيارة الأسرية، إلا أن ما لابد أن يذكر في هذه الزيارة هو أم مشاري، في بادئ الأمر لابد أن أذكر لكم أن ما يميز أم مشاري عن كل من كان متواجدا من الحضور أنها إنسانة لا تعلم أي شيء في الأمور السياسية والاقتصادية والإعلامية، أي أنها كما ينطبق عليها قول أهل مصر «واحدة شارية دماغها».
المهم جلست أم مشاري بجانبي كعادتها ليس حبا فيّ وإنما لكي أسرد لها أخبار الدولة وما يحدث فيها وما نتوقع أن يحدث بالتفصيل الممل، تحدثت بالفعل عن بعض القضايا المطروحة وإذ بها تقاطعني بسؤالها عن جامعة ابنتها وما مدى قوتها بين الجامعات الأخرى، «ملحوظة: الجامعات المذكورة هي جامعات خاصة في الكويت»، ولكنها عندما ذكرت اسم الجامعة صدمت لأنني أعلم أن هذه الجامعة يوجد فيها بعض أعضاء هيئة التدريس لا يحملون شهادات جامعية، وعندما ذكرت لأم مشاري هذا الشيء حاولت أن تكذبني، وهنا اقترحت عليها أن أقوم بالاتصال بالدكتور الذي يعمل في هذه الجامعة لتسمع بأذنيها حقيقة شهادته «طبعا جعلت كل الموجودين يصمتون لأنني سأجعل الصوت مسموعا يعني فضيحة الريال كانت ابيزة»، وبالفعل قمت بالاتصال وقام الرجل بسرد كيفية التعاقد معه رغم علم إدارة الجامعة أنه لا يحمل تخصصا وأنه لا يحمل غير شهادة متوسطة مع خبرة 15 سنة في الميكانيكا، ورغم هذا تم التعاقد معه لتدريس مادة الهندسة الميكانيكية بمنصب دكتور وليس من باب الخبرة (هذي الكويت وصلي على النبي)، المهم بعد سماع أم مشاري للمكالمة أعتقد أنها أصيبت بذبحة صدرية وكان التعليق الوحيد على ما سمعته: وين وزارة التعليم العالي؟ فضحك الجميع، وشر البلية ما يضحك، المهم بدون أي تعمق فيما ذكر بعد ذلك لأننا نعلم أن هذا ليس بجديد على بعض جامعاتنا سواء الحكومية أو الخاصة فالأغلبية في الكويت والحمد الله أصبحوا يحملون شهادة الدكتوراه (اشلون ما ندري)؟ قالوها أهل الكويت «خلي القرعة ترعى».
[email protected]