د. نرمين يوسف الحوطي
عادة لا احب تغييرها وهي رياضة المشي على شواطئ الكويت قبل الافطار، وفي احد الايام ولدى ذهابي لممارسة هوايتي قبل الافطار واتجاهي لاحد هذه الشواطئ كنت استمع لبرنامج إذاعي، وللاسف لم تتح لي الفرصة لاسمع المقدمة ومعرفة اسم البرنامج، المهم ما شد انتباهي للبرنامج وجعلني أصغي إليه انه كان يسلط الضوء على البرامج والمسلسلات الكويتية المقدمة خلال شهر رمضان الكريم، وتقديم نقد بناء لبعض هذه المسلسلات والبرامج وتوضيح ما بها من مساوئ سواء أكان النقد ضد الكاتب أو أحد فريق العمل بلغة نقدية راقية، كما تطرق البرنامج الاذاعي أيضا بدهشة إلى الزخم الرياضي من خلال البطولات الكروية المقامة في هذا الشهر الكريم، وجلست في سيارتي مصغية لسماع البرنامج إلى ان انتهي برغم من وصولي للشاطئ، وبعد انتهاء البرنامج على الفور نزلت من سيارتي لضيق الوقت واقتراب موعد الافطار فلم يسمح لي الوقت بان انتظر لاسمع اسم البرنامج، وبدأت برياضتي المحببة خالية الذهن من الضغوط النفسية والسياسة، أملأ عيني بجمال البحر وروعة لونه وصفائه وأثناء هذا الهدوء الكوني أتت على ذهني أغنية «حلم الكرى» وقمت بترديدها، وهي أغنية قديمة للفنان حسين الجسمي، وهي من الاغاني المحببة لنفسي لانها تتعلق بإنسان يعز على نفسي لما يحمله من صفات جميلة وحميدة مثبتة وليس كما أتت في الاغنية بأنها حلم الكرى، قد يسأل البعض ما وجه التقارب بين ما ذكرته في بداية مقالتي وما أذكره من معنى وارتباطي بالاغنية؟
الارتباط ما بين هذا وذاك هو كلمة «الكرى» اي النعاس، بعيدا عن الاغنية وبعيدا عمن يحمل هذه الصفات، إلا أنني سأسلط الضوء على النعاس الفكري والاعلامي والرياضي، فللاسف البعض قد يحلم او يعتقد بأنه يدفع حركة الفكر والرياضة والاعلام إلى القمة من خلال ما يقدمه من برامج او مسلسلات او دورات إما بالتنفيذ او إقامتها تحت رعايته، لكن للاسف هذا يقتصر فقط على احلامه اثناء نعاسه، لان ما يقدم ويعرض لنا لم يطور ولم يقدم اي فائدة لحركة التنمية سواء على الصعيد الاعلامي او الفكري او الرياضي، وحتى لا يسأل البعض: كيف ذلك؟ سأسلط الضوء اليوم على الرياضة وهذا لا يعني ان الاعلام والفكر بخير ولكن تعبت الاقلام من الكتابة وللاسف لا احد يقرأ او يسمع، وعندما اكتب عن الرياضة والدورات التي تقام خلال شهر رمضان لا اخص اناسا معينين ولكن هي امثلة معاشة من واقعنا الذي اصبح يشكل دائما «الكرى» المفزع، فعندما يقوم البعض بتنظيم دورات رياضية ايا كان اسمها او من هو الراعي لها وهذا ليس خطأ بل هو فعل جيد في حد ذاته.. ولكن!
ولكن ما نلاحظه من خلال هذه الدورات ما هو إلا برواز مجمل لمن يرأس هذه الدورة، أما المحتوى فللاسف فارغ، نعم فارغ، فهي تقتصر فقط على الاعلام لظهور فلان بجانب فلان أما الاساس المقامة لاجله الدورة فللاسف ذهب مع الاحلام «اللبيب يفهم ما بين السطور»، وهنا السؤال: لماذا لا نحول هذا الحلم لحقيقة؟ والحلول كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر مساعدة النوادي بهذه الاموال او تجهيزها من النواقص المراد شراؤها، او الانفاق على معسكرات الفرق الرياضية للخارج، ولكن للاسف النعاس اصبح يغلب على الكثير منا وأصبحنا نعشق ان نرى انفسنا فقط حتى في احلامنا وهنا تكمن مشكلتنا.
كلمة وما تنرد: اشكر البرنامج الذي للاسف لا اعرف اسمه عندما ذكروا ان الفن والفكر والرياضة هي إبداع وهواية وليست مصدر رزق.
[email protected]