د. نرمين يوسف الحوطي
من أجمل الأوقات التي يتمتع بها الإنسان عندما يخلد في فترة من الهدوء والصمت غير المجبر عليه للتأمل في جمال الطبيعة والشعور بنسمات الصباح الباردة، وطبعا هذا مو في الكويت، وأثناء هذا الهدوء النفسي كنت جالسة مع أختي (أم عبدالرحمن) وإذ بها تقطع هذا الهدوء بالحديث عن كثير من المواضيع السياسية ومن ثم وجدتها تتحدث عن اقتصاد الكويت، ثم عن التربية والمناهج التي تقدم للطلبة وأسلوب التدريس وكان ما يتردد في حديثها على الدوم جملة واحدة وهي «لماذا الدولة لا تفعل هكذا؟»، وفجأة وجدت أختي تقول لي: أنت لا تسمعينني؟
أنا أسمعها وأسمع غيرها ممن يتذمرون علي دائما بسبب الأوضاع التي نعيشها في تلك الآونة وأرى وأقرأ الكثير عن تلك الأوضاع ولكنني لا أتكلم لماذا؟ لأن الكلام أصبح لا يفيد في مجتمع أصبح سلاحه الوحيد المجادلة والتذمر، مجتمع يلقي كل همومه ومشاكله على الدولة بالرغم من أنه يحسد من المجتمعات الأخرى، ولن أخوض اليوم بما نمتلكه من خيرات وحرية التعبير والرأي عوضا عن تلك المجتمعات.
لكن المشكلة أصبحت في سلوكنا اليومي وكيفية طرح مشكلاتنا وعدم محاربة الفساد، قد يستغرب البعض من كلماتي ولكن هذا ما يحدث، فعندما أصبحنا نطرح قضايانا أصبحنا نستخدم لغة الصراخ كما لو أننا ننتمي إلى العصر الحجري، بل الأغرب من هذا أننا نملك الأوراق الكثيرة من الفساد ونتكلم عن الفساد ونجد البعض ممن يحملون على عاتقهم قضايا الفساد يقوم بالعيش دون تعب أو بحث عن قوته كما لو أنه يعيش الحياة البدائية يأكل ما يجده أمامه، والقوي يغلب الضعيف نظرية إلى الآن أقوم بتحليلها ولكن إلى الآن لم أجد تحليلا منطقيا عن هؤلاء، وبعد هذا السرد من الكلمات التي ذكرتها لكم والتي كانت أيضا إجابتي لأختي، وإلى كل من يسألني إلى متى هذا الصمت؟
كيف تريدون التغيير وأنتم إلى الآن تمتلكون بعض هذه الأنماط في المجتمع؟ إن سلوك الفرد يطغى على سلوك المجتمع ومنه إذا كان هذا السلوك يريد التقدم والحفاظ على الدولة والبحث عن كل ما هو جديد للمصلحة العامة، ستجدون ما تريدونه وهو التغيير في كل شيء سواء أكان في مراكز صحية أو تغيير مناهج أو غير ذلك مما تطالبون به. ولذا فقد أصبحت أعشق الصمت أكثر من الكلام لأن مجتمعنا للأسف أصبح لا يسمع ولا يرى، اذا ماذا يفيد كلام؟
كلمة وما تنرد: تحية خاصة إلى كل العاملين في مركز الأبحاث العلمية على وفائهم في عملهم وجهدهم المستمر والمثمر من أجل الكويت والمجتمع الكويتي، وأتمنى أن تهتم الحكومة أكثر بهذا القطاع لأنهم ناس بالفعل تعرف شغلها.. عساكم على القوة.
[email protected]