بعيدا عن القوانين والأحكام التي تعطي للدولة الحق في أن تقوم بالمطالبة بجميع المبالغ المادية المستحقة من المواطن مقابل الخدمات المتميزة والمدعومة من الدولة ومنها الماء والكهرباء إلا اننا اليوم نقف وقفة عتاب تحمل بين طياتها روح الإنسانية.
قبل دخول شهر رمضان الكريم كانت لدينا سابقة وقضية رأي عام عندما قامت البلدية بقطع تيار الكهرباء عن بعض المخالفين وتقدم الكثير ممن وقع عليهم الأذى للمحكمة شاكين الحال، بعيدا عن حيثيات تلك القضية إلا أنه بروح الإنسانية التي تمتلكها أغلبية الجهات ومسؤولو الدولة قاموا بإرجاع التيار الكهربائي لمن وقع عليهم الضرر، وأصبح بعض النواب والمسؤولين يناقشون كيفية وجود طرق وآلية لإجبار المواطن والمقيم على دفع مستلزماته قبل الدولة لأن هذا حق مشروع للوطن ولا نزاع عليه، ولكن كلماتنا اليوم نوجهها برسالة مباشرة لمعالي وزير الكهرباء لأنه صاحب القرار وفي البداية لابد من أن نتفق على ان ضرورة الدفع أمر لا جدال عليه، ولكن الطريقة يا معالي الوزير.
شكوانا اليوم هي ليست بشكوى بل رجاء يتلخص في «عدم قطع الكهرباء في فصل الصيف». معالي الوزير من بعض الحالات التي أرسلت إلي عبر البريد الشخصي تشكو من الطريقة التي بعثت لها الوزارة للدفع تقول سيدة بأنها فوجئت برسالة أتت لها عبر هاتفها تحذرها بقطع التيار الكهربائي خلال أسبوع من تاريخ بعث الرسالة إذا لم تقم بدفع المبلغ كاملا.
معالي الوزير بعد أيام بسيطة سوف تواجه الكويت موجة حارة جدا أسبوعا أو أكثر وفق ما ذكرته الأرصاد الجوية، كما ان هناك مبالغ متراكمة على بعض الفئات التي لا تقدر على الدفع الكامل للمبلغ مع وجود بعض الأسر خارج الكويت، والسؤال هنا منا إليكم: ألا يوجد في تلك الأسر أطفال وكبار في السن لا يستحملون عقابكم بقطع تيار الكهرباء؟ لماذا يبعث إنذار نهائي مع العلم بأن أغلبية ممن بعثوا ليشتكوا الحال لم ينذروا أو ينبهوا من قبل؟
مسك الختام: من ابنة الكويت لصاحب القرار معالي وزير الكهرباء، لن أجادل في حق الدولة لأنني من المواطنين الذين يطالبون على الدوام بالمحافظة على المال العام، ولكن اليوم أطلب منكم وجود آلية غير قطع الكهرباء في فصل الصيف وأن يؤجل القطع إذا لم توجد آلية أخرى لأخذ حق الدولة من المواطن بأن يكون القطع مع بدايات شهر أكتوبر.
[email protected]