من الصعب أن الأم بعد تربيتها لأبنائها تقوم بتسليمهم بأيديها للجهات الأمنية.
ذلك ما حدث وهذا هو الطريق لتصحيح الخطأ، في منتصف الأسبوع انتشر خبر عبر وسائل التواصل الإلكترونية ملخصه:
«أن والدة لفتاة تتعاطى المخدرات قامت بتسليم ابنتها لأحد مراكز الشرطة في الكويت مستنجدة بهم بأن يعتقلوا ابنتها ويقوموا بعلاجها من ذلك الداء القاتل خوفا عليها بأن تؤذي نفسها وتؤذي من حولها».
تلك هي البداية للعلاج والتصحيح من أي شيء مضر لبني الإنسان وهادم للمجتمع، تلك المرأة عندما تقدمت للسلطات القانونية مستعينة بهم لا يعني أنها لم تقم بتربية ابنتها التربية السليمة ولكن عندما شعرت بأن الخطر أقوى منها ولا تستطيع بمفردها أن تواجه ذلك التيار تقدمت لرجال الأمن ليقوموا بمساعدتها لينتزعوا ويبعدوا ذلك الخطر من ابنتها لتحافظ على كيان أسرتها.
نقطة ومن أول سطر، ذلك الموقف لو قام به كل رب أسرة فسنجد أننا نسير نحو الطريق الصحيح لبناء مجتمع سليم وتصحيح كل أخطاء مجتمعنا، فكم من أسرة في مجتمعنا لديها فرد من أبنائها مدمن، وكم من أبنائنا مصابين بداء السرقة وكم من أم تخفي أسرارا عن أبنائها وكم وكم وكم..؟ وفي نهاية المطاف نجد أنفسنا بأن أغلبية المجتمع مريضة ولا بد من ان نضع نقطة ونبدأ من أول السطر نحو التصحيح.
بعيدا عن تلك الأم الشجاعة التي تقدمت لرجال الأمن مستنجدة بهم لحماية ابنتها، هناك الأم التي تدرك بأن أحد أبنائها مدمنا ومتاجرا أيضا بالمواد المخدرة ولا نجد منها أي موقف إيجابي لإصلاح أحد أفراد أسرتها بل ما تقوم به فقط أنها تغض البصر عنه وعندما يقوم بالسؤال عن ذلك الابن أو الابنة يكون الجواب لمن سأل عنه: نايم، وهي تعلم بأن فلذة كبدها جالس يتعاطى تلك السموم، فأي من الموقفين هو الأفضل على مجتمعنا يا سادة يا كرام؟!
نقطة ومن أول السطر، كلماتنا لا نقصد بها أن نقوم بتسليم أبنائنا للداخلية ولكن لا بد أن نجد الحلول لما وقع من كوارث على مجتمعنا سواء كانت مخدرات أو غيرها مما يجعل الخلل في كيان الأسرة ونصبح مجتمعا مريضا خطرا على أفراده، فلو أصبح التعاون موجودا بين الأسرة والجهات الحكومية ليس فقط الداخلية بل التربية ايضا ونقصد الجهات التعليمية للأبناء فسنجد أنفسنا أننا وضعنا نقطة على الخطأ وبدأنا من أول السطر في طريق العلاج والتصحيح نحو الطريق السليم.
مسك الختام:
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا
تجاهلت حتى قيل إني جاهل
فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقص
ووا أسفا كم يظهر النقص فاضل
أبوالعلاء المعري
[email protected]