إضاءتنا اليوم لا تقتصر فقط على الاعتراف بالخطأ بل الأهم تصحيح الخطأ قبل الاعتذار لمن أخطأنا في حقهم.
كم منا بقصد أو من غير قصد يخطئ في حق أناس قد يكونون أقرباء وقد يكونون أفرادا من مجتمعه وقد يكون أخطأ في حق نفسه وهذا أصعبهم إذا قام الفرد بجرح نفسه والخطأ في ذاته، في كل الأحوال عندما يقوم الإنسان بالخطأ فهو يخطئ بحق نفسه في بادئ الأمر.
لكي لا تكون مقالتنا مجرد كلمات قد يظن البعض أنها ألغاز وجب عليهم تفكيكها ومن ثم الربط بينها ليحلوا كلماتها والوصول لمفهومها، سطورنا اليوم سنتناول من خلالها مثالا بسيطا ليكون نموذجا مبسطا لما نقصده من مقالتنا:
إنسان، قد يكون رجلا او امرأة، تراكم عليه الكثير من ضغوط الحياة وعلى الرغم من هذا فإن الابتسامة لا تفارق وجهه ولا يظهر لمن حوله ما يحمله من أعباء، حزين القلب وبرغم هذا يمد يد العون لكل من سأله، يقترب من الكل بالحب ولا يملك من يحبه، يستمر هذا الوضع أياما عديدة وشهورا معدودة وهو مقبل على الحياة ولكن في داخله بركان لا ندري متى ينفجر وهذا يرجع الى أن ذلك الإنسان لا يقوم بالتنفيس عن نفسه أو مواجهة مشاكله وايجاد حلول لها إلى أن تتفاقم وتتراكم تلك الصراعات الداخلية في ذلك الإنسان وينفجر بعد فترة في أول من يقول له كيف حالك؟ هنا ينفجر ذلك الإنسان في نفسه ويجرحها ومن ثم يجرح من قام بالسؤال.
ذلك هو الإنسان عندما يغضب يقسو على نفسه وعلى أقرب الناس اليه ولكن ما أجمل الإنسان عندما يهدأ ويراجع أفعاله ويجد أنه أخطأ ويعتذر ويهذب من نفسه قبل أن يعتذر لمن قام بجرحهم، إن الاعتذار لا يكون بكلمة «آسف» إنما، وكما تعلمته من معلمي، الاعتذار يكون للذات قبل من أخطأ بحقهم، لأن الإنسان إذا لم يعتذر لنفسه فسيعاود تكرار الخطأ، فلا بد من إصلاح النفس والقلب والعقل قبل أن يعتذر لمن قام بالخطأ في حقهم.
مسك الختام: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)
[email protected]