لكل مجتمع أصوله وعاداته وتقاليده، قد نختلف في الطريقة ولكن نتفق في الأصل، وفي تلك الآونة أصبح جيل المستقبل يفتقر إلى الكثير من عاداتنا وتقالدينا مما أدى إلى مسح هويته، ومن يتمسك بأصول مجتمعه في ذلك الزمن يقال عليه «وي شخباري».
العادات والتقاليد هي الأمور التي نشأنا وترعرعنا عليها، فهي الأساس والأصل في التكوين العقلي والنفسي للفرد قبل المجتمع ولكن مع العصر التكنولوجي يرفض الفرد ما توارثه من عادات وتقاليد، ومن هنا وهناك يبقى من يقول «لا» لمن يرفض أصول مجتمعه.
كلماتنا اليوم لا تنادي بالرجعية كما يقول البعض، ولكن سطورنا اليوم تؤكد حتمية وجود هوية للمجتمع وللفرد من خلال موروثه، فلا اعتراض بأن الإنسان يواكب التمدن ولكن لابد الحفاظ على أصوله وأساس بنيته، فالعادات والتقاليد ليست طقوسا أو تصرفات عشوائية يقوم بها الفرد بل هي أساس تكوين الفرد لبناء مجتمع متميز عن سائر المجتمعات الأخرى له صفته وله طابعه الخاص به، فالعادات والتقاليد هي من تقوم برسم شخصية الفرد، ومن خلالها نقدر أن نفرق بين المجتمعات وانتماء كل فرد ومعرفة موطنه وهويته، عندما نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا تجعلنا نمتلك خصوصية منفردة لموطننا وللمجتمع الذي ننتمي اليه، فهي تاريخ وطنك وموروثك الذي تتحدث عنه وتغرسه في أبنائك.
تلك هي العادات والتقاليد التي نجد الكثير اليوم يريدون إلغاءها تحت راية «التمدن» فإذا نظرنا للدول العظمى إلى الآن على الرغم مما تمتلكه من صناعات واختراعات وتقدم في كل المجالات والميادين نجدهم متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم لأنه من غير الأساس لما وصلوا لما حققوه من تقدم في العلم والارتقاء بمجتمعاتهم مع الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم.
مسك الختام: حين نغادر منازلنا القديمة لا نغادر جزءا من مكان، بل نغادر جزءا من العمر.. تلك هي العادات وتلك هي التقاليد.
[email protected]