هي رسالة عتب وليس انتقادا لدور الإعلام الكويتي ككل، ولكن رسالتنا اليوم كلماتها تحمل الكثير من العتب لمن بيده القرار ونسألهم: ماذا أعددتم للطفل الكويتي والعربي؟ عندما أقوم بالسفر تكون الفرصة الوحيدة لي بأن أقوم بمشاهدة الكم الكثير من المسلسلات التي عرضت على القنوات العربية ولم أستطع مشاهدتها في الكويت لضيق الوقت، وأثناء تواجدي خارج الكويت في تلك الأيام المباركة كان نصيب الأسد متابعة قصص القرآن الكريم الذي نفذت من خلال شخصيات كرتونية لتقدم للطفل في شهر رمضان الكريم بعد أذان المغرب وكان بطل ذلك المسلسل على مدار أكثر من 3 أعوام هو يحيى الفخراني، تلك الأجزاء التي كانت تقدم في شهر رمضان لم تكن لفئة عمرية محددة بل من قام بكتابتها ورسم شخصياتها جعل مشاهديها من جميع الفئات العمرية مما جعله مسلسلا للأسرة ككل.
ما استوقفني عندما كنت أتابع المسلسل أن الكاتب في كل عام قام بالتنويع حيث جعل جزءا يسلط الضوء على قصص الأنبياء والجزء التالي عن الحيوانات التي ذكرت في القرآن الكريم وما هي قصصهم فأخذ من القرآن الكريم مادة دسمة وقام بتجزئتها ليقوم بالمادة الدرامية المراد تقديمها للمشاهد في شهر رمضان الكريم، بجانب هذا لم يقم بالسرد الممل بل قام بعمل حبكة درامية لعنصر الاشتياق والجذب للمشاهد فجعل الحلقة لها أبطال ولهم قصة تحمل بداية ووسطا ونهاية ليعرض من خلالها القصص المراد ذكرها من القرآن الكريم، مع هذا قام الكاتب بابتكارات في كل عام وألبس أجزاءه في كل عام حله جديدة مطعمة بمعلومات عامة كثيرة سواء أكانت تختص في تاريخ الدول أو تحليل وتفسير الآثار المتواجدة في بقاع العالم بجانب الكثير من معلومات أكانت صحية أو ما يخص تربية جيل المستقبل.
ومن تلك العناصر التي قمنا بذكرها من خلال تحليل مبسط لما شاهدته من جمال وإبداع ودراسة تفسيرية لآيات القرآن الكريم هناك سؤال واحد يتردد في ذهني: أين دور مؤسسة الإنتاج المشتركة لدول الخليج؟
للأسف الشديد ان بعض من يقوم بوضع ورسم الاستراتيجية الخاصة للإعلام المقدم للطفل لا يمتلك الكثير من معلومات عما هو الطفل وما يقدم له! والبعض الآخر ما هو إلا مجرد أداة نقل للإعلام الغربي لتقديمه للطفل العربي مع العلم ان التاريخ العربي والإسلامي يمتلك من الثروات وكما غزيرا من بحور العلم والقصص لتكون مادة درامية لمن يريد أن يحاكي الطفل العربي والإسلامي كما فعلت أرض الكنانة.
٭ مسك الختام: يا مسؤولي الإعلام أهل مكة أدرى بشعابها..
عيدكم مبارك.
[email protected]