جملة تعود الفرد أن يقولها في عدة مناسبات ويكثر منها في عدة مواقف، فهي الجملة الوحيدة التي تتفق عليها أغلبية العالم مع اختلاف اللغة والأديان والمذاهب والأجناس والعادات والتقاليد ولكن يبقى الكل متفقا على الدعاء للآخر بسلامة الله.
تلك الجملة التي تبدأ بحرف جر راجية من الله- عز وجل- بسلامة الفرد أو سلامة الطريق أو سلامة المكان تعددت الأماكن واختلف الأفراد ويبقى الأساس واحد وهو الرجاء من الله سبحانه بأن يسلم ما يقدم عليه الفرد من أي شيء ويكتب له السلامة منه وإليه.
السلام هو اسم من اسماء الله الحسنى ومعناه الذي سلم من العيوب والنقائص ووصفه بالسلام أبلغ في ذلك من وصفه بالسالم، ومن موجبات وصفه بذلك سلامة خلقه من ظلمه لهم، فسلم سبحانه من إرادة الظلم والشر والعبث وخلاف الحكمة.
ذلك هو معنى السلام وتلك هي دعوتنا لمن نحبهم بالسلامة، فالسلام خير ما نبدأ به تحيتنا وأفضل دعوة حين نودع أحبتنا لنلقاهم في القريب العاجل بسلامة الله، بسلامة الله هي دعوتنا في كل ركعة نسجدها لله- عز وجل- بأن يسلمنا ويسلم موطننا وأولادنا من كل شر ويحفظهم بعين الله التي لا تنام ويسلمهم لأنفسهم من كل شر وأذى راجعين لأوطانهم وبيوتهم بسلامة الله.
«سلام الله عليكم» ما أجملها من جملة عندما تبدأ حوارك وبسلامة الله ما أفضلها من خاتمة لحديثك، تلك الجملة أصبح اليوم الكثير من الجيل الجديد يفتقدها في حواره وأصبح يواكب التقدم والعولمة ويبدأ وينهي حواره «بهاي وباي» ظنا بهذا أنه أصبح متمدنا مع العلم بأن من يتمسك بعاداته وقيم دينه هو من ينظر له في المجتمعات الأخرى بعين الاحترام والتقدم، بل نجد عند التدقيق لتحيتنا بأننا نبدأ وننتهي بالدعاء للسلام الذي ينادي العالم بأكمله به والسعي لتحقيقه فأين أنتم يا أهل «باي وهاي» بسلامة الله؟
* مسك الختام: كل عام وأنتم بخير... حجا مبرورا وسعيا مشكورا..وذنبا مغفورا.
[email protected]