د. علي العنزي هو زميلي في عملي، وأحد أعضاء هيئة التدريس بقسم النقد والأدب المسرحي، وهو أيضا ممن لهم بصمة في علم الترجمة للمسرحيات العالمية، لن أخوض في الكثير عن علم د.علي العنزي وتاريخه في المسرح الكويتي والأدبين العربي والعالمي، ولكن كانت لي وقفة معه مع مطلع العام الدراسي الجديد 2016/2017 جعلتني أضحك من الأسى مما وصلنا له في عالم الثقافة الكويتية.
بدأ الحوار مع نهاية أول اجتماع للقسم في السنة الدراسية الجديدة عندما كان يتحدث عن الثقافة وتدهورها وعدم الرضا من أغلبية المثقفين لما وصل الحال بها سواء على الصعيد الكويتي أوالعربي، كان النقاش يجمع القليل من زملاء القسم بعدما استأذن الكثير عند انتهاء الاجتماع وأصبحت الدائرة تحوي القليل من الأساتذة وكان المتحدث الرئيسي للحلقة د.علي الذي بدأ حواره من ندوة حضرها كانت أغلبية المتحدثين فيها مستائين من حالة تدهور الثقافة وبناء الإنسان.
انتهت المناقشة وانتهى أول يوم دراسي وبدأ العام الجديد وذهبت بعد استمتاعي بحديث زميلي ومحاورته ومناقشته، ولكن بقيت كلماته تدق أجراسها في مذكرتي وكلما أتذكر البعض منها يجعلني أضحك من الأسى، قد يسأل البعض: لماذا؟ ولمن؟ وكيف؟ والعديد من علامات الاستفهام من الممكن وضعها لما وصل الحال بنا، وتبقى الحقيقة بأن أغلبية من يقيمون مآدب حوارية ونقاشية يرثون حال الثقافة وتدهورها هم بالأساس أحد أسباب تدهور الثقافة الكويتية والعربية.
الثقافة وما تحتويه من أسماء وأعمال وأفعال هي بالأساس كائن منفرد لا يقبل بأن يطوقه طوق الواسطة والمحسوبية وعندما يأتي البعض ويقومون بوضع تلك القيود على ذلك الطائر فكيف يريدون منه بأن يحلق في سماء الفكر ليبدع؟!
٭ مسك الختام: إذا وضعت أحدا فوق قدره.. فتوقع منه أن يضعك دون قدرك.. علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
[email protected]