بالأمس كان الكثير من المجتمع الكويتي بمختلف مذاهبه وطوائفه يودع العشرة الأيام من محرم ذكرى مقتل سبط النبي وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام، وكما كانت العادة وليس أنا فقط بل أغلبية المجتمع الكويتي يقومون بمشاركة إخواننا وأهلنا الشيعة في أحزانهم وعزائهم بحضورهم للدروس المقامة في العشرة الأيام من أول شهر محرم، في الليلة السادسة من ليال العزاء وهي ليلة إحياء ذكرى مقتل أصحاب الحسين صلى الله عليه وسلم ذهبت لديوان الزلزلة لمشاركتهم والسماع للدرس الذي يلقيه السيد مصطفى حسن الزلزلة.
بدأ الدرس بأسمى الكلمات من آيات القرآن الكريم «سورة النور» وأخذ بالتفسير والتحليل لها من خلال الكثير من المذاهب فلم يقتصر سيد مصطفى على فقهاء الشيعة بل أدخل الأكثر من فقهاء السنة أيضا ومن خلال التحليل والتفسير لسورة النور كان يركز على آيات محددة لمفاهيم معينة ومعنية وهي «الطيبة.. المحبة.. المودة.. التسامح».
كان سيد مصطفى يحاكي الماضي ليصل بنا للحاضر، فعندما كان يفسر ويحلل لم يقتصر فقط على كتب الفقهاء والعلماء بل كان يضرب بالعديد من الأمثلة من قصص الصحابة للتأكيد على ما ذكرناه من قبل من مفاهيم وهي «الطيبة.. التسامح.. المودة.. المحبة» تلك المفاهيم هي الأسس الصحيحة والسليمة في بناء الأسرة الصالحة لبناء مجتمع سليم ولكن ما نراه اليوم من كثرة حالات الطلاق يثبت لنا أنه يوجد خلل في المجتمع وهنا أقول لسيد مصطفى الزلزلة «أصبت القول وأحسنت الحديث».
بدأت بالقرآن الكريم وهو مصدر شريعتنا وأحكامنا ومفاهيمنا الكونية والانسانية إلى أن وصلت بنا لسيرة الرسول وأهل بيته وأصحابه عليهم أفضل الصلاة والسلام ومن ثم أخذ الحديث بذكر العديد من الأمثلة والقصص التي يتداول ذكرها في كتب أهل الفقه إلى أن وصل بنا لحاضرنا ليناقش قضية مهمة وهي «كثرة حالات الطلاق» في تلك الآونة ولم تقف عند ذلك بل كشفت عن الأسس التي يبنى عليها الزواج وما ينقصه الآن، وأخيرا ختمت حديثك بالتمسك واتباع ما أتى به كتاب الله العزيز الكريم وما قام به رسولنا المصطفى عليه الصلاة وأهل بيته ومن تبعوهم عليهم السلام، فما أجمل أن يعيش الإنسان وهو متسامح مع الآخرين طيبا مع أهل بيته محبا لزوجته وأبنائه متواد لأسرته ليبني مجتمعه على ما شرعه الله عز وجل في كتابه الكريم.
٭ مسك الختام: عظم الله أجوركم وأجورنا... ويحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
[email protected]