د. نرمين يوسف الحوطي
عنوان مقالي هذا هو جملة غريبة دعوني أقول لكم حكايتها، في يوم ما كنت أراجع إحدى الوزارات لإنهاء معاملة لي، فدخلت على أحد المكاتب لأسأل عن معاملتي إلى أين وصلت من المكاتب الإدارية؟ «بعد تعرفون الروتين»، وعند دخولي إلى المكتب وإلقاء التحية على الموظفين وجدت صديقة قديمة لي من أيام الدراسة تعمل هناك، المهم بعد السلامات والقبلات «بالرغم من التحذيرات الخاصة بإنفلونزا الخنازير» سألتني عن سبب وجودي في المكتب؟ فقمت بالإجابة عليها بأنه توجد معاملة لي عندهم، فقامت صديقتي بالبحث عنها وبعد العثور عليها قامت بتخليصها وإعطائها لي، وصممت على أن أتناول الشاي عندها، المهم جلست وقمت بالسؤال عن وضعها وعملها في هذه الوزارة إلى أن يأتي الشاي، فإذ بها ترد علي بجملة لم أسمعها من قبل وهي «سمردح شيل واشدخ» وبكل استغراب قلت لها ماذا تقصدين بهذه الجملة، فضحكت وقالت لي: سمردح يعني الحال سمردحة مثل كل الوزارات لا قانون ولا نظام الكل يعمل على مزاجه، وشيل واشدخ تعني أننا تعبنا من التدوير، حيث يأتينا كل دقيقة مدير أو مسؤول جديد يأتي ويطبق علينا نظما جديدة وقوانين جديدة تجعلنا نشعر بأنه يرفعنا إلى السماء ويضرب بنا الأرض، وهذا حالنا في الدوائر الحكومية، المهم خرجت من عند صديقتي بعد تناول الشاي والوعد لها بأنني سأظل على اتصال بها ومن ثم قمت بتوديعها متوجهة إلى سيارتي للرجوع إلى عملي وفي الطريق جلست أفكر في الكلمات التي قالتها لي صديقتي: «سمردح شيل واشدخ» وأطبقها على النظم التي أصبحنا نعيشها ونقرأها كل صباح، بالفعل أصبحت الدوائر الحكومية لا تسير وفق نظم وقوانين محددة، فعلى سبيل المثال لا الحصر إذا أخذنا «الصحة» التي أصبحت بالفعل في تسيب ملحوظ بالرغم من كل الشكاوى المسموعة والمرئية عليها إلا أنها مستمرة في هذه السمردحة (التسيب) ولا يوجد رادع لها، وإذا انتقلنا لوزارة الأشغال سنرى العجب والسمردحة ليست على الجليد ولكن على شوارع مهدمة ولا ننسى واقعة مشرف «السالفة للحين حارة وما لقوا لها حل»، وإذا انتقلنا إلى «التربية والتعليم» سنجد السمردحة عندهم غير، الله لا يكتبها على عدو ولا حبيب، يوم تجربة يابانية ويوم صينية إلى أن أوصلونا إلى تجربة بلير «يا جماعة الخير ترى احنا مو فريق كرة» لا والسمردحة أصبحت في تزايد من خلال الجامعات والاعتراف بها، يوم نجدهم يقرون باعتراف لجامعة ما، وفي اليوم التالي قبل أن يجف حبر الاعتراف بالجامعة يقومون بإلغائها، وهلم جرا ولا أعلم الى أين سنصل؟ لا والعجيب أنهم على مدار السنوات الماضية ينادون بعدم الاختلاط في الجامعة والجيران فتحوا جامعة مختلطة عليهم بالعافية، وإذ بي أرى نفسي أنني وصلت عملي وأنا أشعر بضرب فكري مبرح بالرغم من عدم تهجم أي فرد علي وضربي، ولكن ما كنت أفكر فيه من حالنا جعلني أشعر بذلك العنف وتلك المرارة، كلمات صديقتي وهي: سمردح شيل واشدخ، هذا ما أصبح حالنا وحال الديرة.
كلمة وما تنرد: إلى كل معلم ومعلمة يقفون من أجل حماية أطفالنا من أي مرض أو أذى، شكرا لهم وإلى كل معلم ومعلمة يتناسون رسالتهم أذكرهم بكلمات أمير الشعراء:
- قم للمعلم وفـه التبجيلا
- كاد المعلم أن يكون رسولا
[email protected]