من الصعب أن نجد في تلك الآونة من يقف بضع اللحظات يتذكر فيها أناسا كانت لهم بصمات في حياته، ومن المستحيل أن نجد من يذكر شخوصا ما زالوا يثرون مستقبله.
بالأمس البعيد والقريب لم تكن الأيام بينهم بعيدة وساعاتها قريبة فالبعيد منها عندما فارقت معلمي «أبومبارك» رحمة الله عليه وبرغم من عدم وجوده في دنياي إلا انه ما زالت مبادئه وتعليماته وأحاديثه تسكن العقل وأتذكرها كلما أردت المساعدة منها، فكم من سطور في مقالاتي ودراساتي كانت تبنى على فكره وطرحه؟ فهو الغائب الحاضر باقيا طالما الوفاء باق له، فما غرسه من قيم ليس فيّ أنا فقط بل في الكثير من تلاميذه يحصده اليوم مجتمعنا من نتاجنا الذي على الدوم نثني على ما تعلمناه من معلمنا فرحمة الله عليه وجعل اسمه خالدا فيما نقدمه ونعلمه للأجيال القادمة.
بالأمس القريب يوم الأربعاء تشرفت بأن أكون أحد أعضاء اللجنة المختارة لجوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي فها هي معلمتي وأستاذتي أ.د نهاد صليحة منحني الله- عز وجل- بأن أشارك في تتوجيها لتسليمها جائزتها وتكريمها من والدنا سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح لتميزها وإبداعاتها من خلال كتاباتها الغزيرة والمثمرة في المسرح والنقد الأدبي، ها هي الكويت وأميرها- حفظه الله ورعاه- يقومون بتكريم مبدعة وأستاذة جليلة أفنت الكثير من عمرها في ذلك المجال الثقافي وغرست العديد من القيم والأسس والنظريات الأدبية والمسرحية في الكثير من أبناء المجتمع العربي، بالأمس كرمت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي من خلال احتفالية على مسرح قصر بيان أستاذتي ومعلمتي أ.د نهاد صليحة ما أجملها من لحظات وفاء عشتها وافتخرت بها تلك هي من قامت بتأسيسي وما زلت أستحضر كل ما تعلمته منها في محاضرتي وما أجملها من عبارات البعض عندما يقومون بتشبيهي بأستاذتي الجميلة.
٭ مسك الختام: من أقوال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
ليس البلية في أيامنا عجبا
بل السلامة فيها أعجب العجب
ليس الجمال بأثواب تزيننا
إن الجمال جمال العقل والأدب
ليس اليتيم الذي قد مات والده
إن اليتيم يتيم العلم والأدب
[email protected]