«إن القوة ارتبطت عبر التاريخ بالعلم، وإن الأمة تعلم أنها لن تبلغ ذلك إلا إذا اعتمدت على العلم».
تلك الكلمات كانت ضمن الخطاب الملكي الذي قيل في مناسبة افتتاح الصرح التعليمي في السعودية وهي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي كانت بالفعل مفخرة لكل خليجي وعربي بالتقدم المأمول في التعليم وفي الحريات، ولن أخوض كثيرا في هذه المناسبة لأن ما كتب عنها جعل منها بصمة في تاريخ الخليج العربي، ولكن أحببت اليوم أن أبدأ رسالتي بهذه الجمل التي تؤكد ما أريد أن أبعثه ولكن إلى من أبعثها؟ لا أعلم، ولكن من يقرأها ويجدها تخصه فهي له، وإذا قرأها البعض ووجد أنها لا تعنيه فليأخذ بها ولا يهملها.
بدأت رسالتي بالعلم الذي يعطي الإنسان القوة ويعطي الشعوب حضارة، لكن اليوم ما نراه ونسمعه من مهاترات سياسية ما هو إلا صورة واضحة بأننا أصبحنا شعبا لا يقرأ ولا يتسلح بالعلم، فالدستور ينص في المادة 35 على ان: حرية الاعتقاد مطلقة، وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان طبقا للعادات المرعية، على ألا يخل ذلك بالنظام العام أو ينافي الآداب.
والسؤال: هل أصبحت مشكلة الدولة هي حجاب المرأة أو عدمه؟ فإذا كانت هذه القضية هي أول همومنا فالله يستر على عقولنا، وإذا كان البعض ممن أعطيناهم أصواتنا أمانة ليجدوا لنا حلولا لمشاكل عدة لابد أن توضع في الأولويات، تناسوا تلك المشاكل وأصبح شغلهم الشاغل حجاب المرأة وكيفية دخولها إلى قبة عبدالله السالم، فاننا نذكرهم ببعض مصائبنا لعل الذكرى تدق ناقوس النسيان عندهم.
يا نواب الأمة، إن التعليم أصبح في مرحلة احتضار، و«الصحة» أصبحت اسما على غير مسمى،، تذكروا مستشفياتنا ومرضانا يا من أعطيناكم أصواتنا أمانة ستحاسبون عليها يوم الحساب، وأنتم يا من تنادون بأمن الوطن أقول لكم: هل الأمن أصبح يقتصر على إغلاق أضواء الكويت وحظر التجول بطريقة ديبلوماسية بعد الساعة الثانية عشرة ليلا، هل تظنون بذلك أنكم حققتم الأمن والأمان؟! هيهات أن تضحكوا علينا.
الكل يعبث في قرارات وهمية ولوائح خرافية مع أن الحلول واضحة بين أيديكم وتتمثل في كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام ودستور بلادنا، فإذا قرأتم فستجدون ما أقوله صحيحا وخير كلمات أنهي بها رسالتي التي لا أعلم إلى من أوجهها هي كلام الله عز وجل: (اقرأ باسم ربك الذي خلق ـ العلق: 1).
كلمة وما تنرد: «يا جماعة الخير لما تحبون تعملون تقارير عن المدارس الحكومية وتوضيح أن الحالة كلها جيدة والاستعدادات لمحاربة إنفلونزا الخنازير على الوجه الصحيح، يا ريت اتركزوا على أخذ لقطاتكم المدرسية على المدارس الحكومية، ترى ملابس طلبة المدارس الخاصة كانت وايد واضحة، وسلامتكم».
[email protected]