كثيرون وهم أغلبية ممن تصل لهم رسائلنا بمفهوم خاطئ، اليوم سطور مقالتنا تسلط الضوء عن مقالتنا السابقة «رسالة لأسود الأمن والأمان» التي نشرت بتاريخ 8/12/2016 وكانت تسلط الضوء على الشباب المستهتر وكيفية تقويمهم ونزع روح الفوضي منهم وغرس القيم الأخلاقية وحب الوطن من خلال التربية العسكرية.
لكل من قام بالسؤال وأرسل لي الاستفسار قال: هل يعقل بأن نجعل من شباب مستهتر رجال أمن وأمان للمجتمع؟ عذرا لم يكن المقصود ذلك ولم أعن من كلماتي بأن نستعين بهم في المجال العسكري «مع العلم أننا نقدر على تغيير كل ما هو مستحيل ولكن ليس هذا موضوعنا» ولكن ما كنت أعنيه من مقالتنا هي تجربة عشتها ورأيتها بعيني عندما كنت بالإمارات العربية المتحدة في ضيافة إحدى الصديقات وكان لها ابن عاق مستهتر فاشل يشكو الكل من سلوكياته وعندما فشل معه والداه في الإصلاح قام والده بالاتصال على جهة عسكرية مسؤولة عن تلك النوعية من الشباب، وبعد الاتصال بأقل من ساعة قامت تلك الجهة بإرسال رجالها وأخذ الولد ووضعه في جهة مخصصة تقوم على تربية الشباب المستهتر وتعمل على تحسين سلوكياتهم فهو مكان منعزل غير متداخل مع الكليات العسكرية ومن يدرسون في تلك الكليات.
عفوا لمن وصلت لهم الصورة غير واضحة من مقالتنا السابقة ولكن السؤال: كيف أقوم بالاقتراح بدمج فئة مستهترة منحرفة السلوك والتفكير مع فئات صالحة وسليمة تعمل الجهات العسكرية على تهيئتهم بأن يكونوا في المستقبل أمنا للمجتمع وآمانا للوطن؟ ولكن ما كنا نريد طرحه في مقالتنا السابقة هو اقتراح على الجهات المختصة بالتربية العسكرية بأن تعمل على تواجد مدرسة منفردة مختصة في تأهيل وتهذيب ذلك الشباب المستهتر وفق قواعد عسكرية صارمة لتكون تلك المدرسة عونا لبعض الأسر التي يأست من أبنائها في تصحيح سلوكياتهم الشاذة، فما كان اقتراحنا إلا بصيص أمل لبعض الأسر التي خابت في تقويم أبنائهم وأصبحت متهيئة في أي يوم وأي ساعة بأن السجن أو الموت مصير أبنائهم، فلماذا يا أصحاب القرار لا نغير مصيرهم وندفع عنهم البلاء وتكونوا أداة تغيير لهم لبناء مجتمع أفضل؟
٭ مسك الختام: من كلمات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ـ حفظه الله ورعاه ـ 22/11/2011: «إن أبناءنا الشباب وبناتنا الشابات هم الركيزة الأساسية للحاضر والمستقبل، وتقع علينا مسؤولية إعدادهم للمساهمة الفعالة لخدمة وبناء أوطانهم، والعمل من أجل رفعتها وازدهارها، فالاستثمار الأشمل والأفضل والأطول أمدا وربحا على كافة الأصعدة هو الاستثمار في الشباب وفي تعليمهم وتدريبهم وتأهيلهم».
[email protected]