كل منا ينتظر فرحة عمره وتختلف تلك البهجة من شخص للآخر، فالبعض يظن أن فرحته تكمن عندما ينتهي من دراسته ويصل لأعلى الدراجات العلمية، والبعض الآخر ينتظر فرحته عندما يدخل قفص الزوجية، ومن منا لا يشتاق بأن يسمع كلمة «بابا أو ماما» من أول طفل يرزق به، وكم من تلك المشاعر التي تبهج النفس وتدخل الفرحة في قلوبنا، ويبقى السؤال: ما هي فرحة العمر؟
تبقى الإجابة معلقة إلى مدى الدهر وهذا ليس باستنتاج بل بواقع حتمي نتج من اختلاف الأذواق وتفاوت النسب في المشاعر وتعدد الأطباع والحالات بين البشر فعندما ندمج تلك الأسس تكون الإجابة تنوع وتعدد واختلاف فرحة العمر ما بين إنسان وآخر.
تلك هي الطبيعة فما يسعدك قد لا يسعد إنسانا آخر، وما ترفضه قد يلهث الآخر إليه، وما تملكه من رزق وترضى به قد لا يملأ عين الآخرين، وما يفرحك قد يحزن البعض، و«ما» و«قد» إلى أبد الدهر باقية في بنى البشر لتجعل من فرحة العمر متنوعة ومختلفة.
وبعيدا عن اختلاف الأفراح وتعدد المناسبات قضيتنا اليوم ليست بفرحة العمر بل بمن يشاركنا تلك الفرحة، في الماضي كانت مجتمعاتنا على سبيل المثال لا للحصر عندما يصل إلى مسامعها بخطبة أحد أفراد الأسرة أو الجيران كان الجميع يذهب ويشارك الفرحة ويساعد سواء في التجهيزات للعرس أو شراء ما ينقص أهل العروس أو المعرس من خلال الهدايا، كانت الفرحة تعم الكل في الماضي، أما اليوم فأصبحت الفرحة تقتصر على الفرد، نعم تلك هي الحقيقة، وذلك هو واقعنا، فاليوم عندما يصل خبر خطبة أو زواج إلى مسمعنا لا نشارك فقط نسأل: أين؟ ولماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ وكم؟ وغيرها من أدوات الاستفهام، أما المشاركة فأصبحت الأغلبية تفتقدها في هذا الزمن، أصبح الطمع يكمن في قلوب الكثير إلى أن أصبح الشح في أن نقول على الأقل «مبروك» لمن أنعم الله عز وجل عليهم بفرحة العمر.
* مسك الختام: الجبل لا يحتاج إلى جبل... أما الإنسان فيحتاج إلى إنسان.
[email protected]