[email protected]العنوسة مصطلح يدمج ما بين الرجل والمرأة أي لا يقتصر فقط على الأنثى بل يطلق أيضا على الذكر الذي يمكث وقتا طويلا دون زواج في بيت أهله ويقال عليه بلغتنا العربية «عنس».
إشكاليتنا ليس المعنى ولا الجنس بل محورنا الرئيسي هو: ما تقدمه الدولة لتلك الفئة «العوانس»! عفوا سأقوم باستخدام العنصرية في سطورنا اليوم من أجل «المرأة».
عند وضع الدستور الكويتي مواده لم يفرق بين الرجل والمرأة ولم نجد مواده خصت المتزوج وأبعدت العوانس، فدستور الكويت وضع بروح المجتمع المتكامل ليكفل حقوق كل فرد كويتي من هنا نبدأ بالفرد «الأنثى»، إشكاليتنا اليوم تسلط الضوء على المرأة التي لم يحالفها الحظ بالزواج ولم تنصفها القوانين لتضمن لها حياة كريمة بين مجتمعها مع العلم بأن الدستور كفل لها أن تكون فردا من المجتمع الكويتي لها حقوق وعليها واجبات فالعانس جزء لا يتجزأ من المجتمع، وبرغم من هذا نجد الدولة تقوم بتهميشها في قوانينها بل نجد كل ما يتعلق بقضاياها لا يؤخذ بعين الاعتبار من بعض نواب الأمة مع العلم أن تلك الفئة هي الأكثر في مجتمعنا وبرغم هذا لا تلقى الاهتمام التشريعي والتنفيذي.
كم من قضايا المرأة التي تناقش وتسلط الضوء عليها برلمانيا وإعلاميا ولكن أغلبيتها تخص المطلقات أو الأرامل أو المتزوجات من غير كويتي، أما المرأة التي تمكث بمفردها ومن الممكن أن تكون تلك «العانس» قد فقدت جميع أسرتها وليس لها غير الله عز وجل لا تلاقي الاهتمام من الدولة ونواب الأمة، وإليكم بعض الأمثلة وليس حصرا لقضايا Spinsterhood:
٭ الإسكان والسكن وأحقيتها كمواطنة وموظفة في الدولة بأن يكون لها سكن منفرد دون أن يشاركها فرد من أسرتها، فنجد من وضع قانون الإسكان لتلك الفئة لم يقم بدراسة وافية للكثير من الحالات التي قد لا يوجد لها ابن أو أخ أو أخت مطلقة لتستحق مسكنا، أليس الدستور حق لها المسكن؟!
٭ التأمينات الاجتماعية وإعطاء المطلقة والأرملة والمتزوجة جميع المميزات والحقوق إلا العانس تعمل وفق قوانين الرجل ولا يحق لها التقاعد إلا عند بلوغ عمر 55 عاما، مع العلم أنها لم تأخذ إجازة وضع ولم يمنح لها أشهر عدة ولا تحظى بأي ميزة مما تميزت بها الفئات الأخرى والسبب لأنها «عانس»، أليس الدستور حق لها بأنها تكون جزءا من المجتمع؟!
٭ نظرة المجتمع وأجهزة الدولة لهن.. تلك القضية لا نستطيع وضع حلول جذرية لها لأنها قيم اجتماعية لا بد أن تغرس قبل أن تعطى، فكم من منصب قيادي استبعدت منه بعض الأسماء والسبب أنها «عانس»، وكم من معاملات ترفض لهن لنفس السبب، وكم من أناس يرفضون تواجدهن في تجمعاتهم خشية أن تأخذ أزواجهن أو تضرب بهم بعين الحسد، وكم من جعل من العوانس فئة مهمشة وهم بالأساس جزء لا يتجزأ من مجتمعنا!
٭ مسك الختام: اللذة التي تجعل للحياة قيمة.. ليست حيازة الذهب.. ولا شرف النسب.. ولا علو المنصب.. وإنما هي أن يكون الإنسان قوة عاملة ذات أثر خالد في العالم... قاسم أمين.