هي ليست بالمدينة الفاضلة التي كان المرء يتمنى أن يعيش فيها أو يسعى لتحقيق حلم أفلاطون في مجتمعاته، بل هي «عروس الخليج».
نعم، هي الكويت التي على مدار 24 ساعة نسمع ونقرأ عن ملايين الدنانير تتناثر في سماء الإعلام للإعلان عنها، فتارة تبرعات بملايين الدولارات تدفع لمساعدة الدول الأخرى، وتارة «مانشتات إعلامية» تعلن عن توقيع الكثير من المشاريع المليونية لتحسين وتطوير مرافق الدولة، وغيرها من الملايين التي نصبح ونمسي بأحلامها بأن القادم أفضل.. ولكن!
ما حدث من كارثة في مساء يوم الجمعة الموافق 24/ 3، واستمرت للساعات الأولى من فجر يوم السبت، جعل أغلبية المجتمع الكويتي يستيقظ من الحلم الإعلامي المليوني الذي كان يعيشه ويستيقظ من أحلامه ويعيش واقعه ويرى الحقيقة.
كم من أكذوبة إعلامية مليونية وتصاريح مبهمة نسمع ونقرأ عنها على مدار 24 ساعة بأن القادم أفضل، ولكن يوم «24/ 3» كان الجمعة الفاصلة بين السراب المليوني وحقيقة واقعنا.
ما حدث ليس بجديد لمن يرصد الواقع ولا يتبع السراب، فعلى سبيل المثال لا الحصر أليس بالأمس البعيد كنا ننتظر أبواب جامعتنا الجديدة تفتح أبوابها لأبنائنا وإلى الآن مازالت هذه الأبواب مغلقة، كم من مسؤول تربوي وعد ووقّع الكثير من العقود المليونية بتأسيس وبناء مدارس نموذجية، وها هي الجمعة الفاصلة كشفت عن حقيقة مدارسنا، وكم من وعود مليونية كتبت أننا سنلقى الرعاية الصحية، أما الواقع فإن الأماكن غير صحية، وكم من أقلام ناشدت وكتبت بالأمس عن المباني المتهالكة للكثير من الوزارات والقطاعات الحكومية وبرغم الملايين التي نسمع عنها مازال أبناؤنا وأهلنا يعملون تحت أسقف آيلة للسقوط، وكم من الحصى المليوني مازال يتناثر في شوارعنا ولم يعاقب من وقّع على العقود المليونية ولم تعالج طرقاتنا، وكم من ملايين دفعت باسم خدمة المواطن وللأسف لم يجد الفرد دينارا لخدمته.
* مسك الختام: «وطني وما أقسى الحياة به».. من أقوال فهد العسكر.
[email protected]