العالم بأكمله يتصارع مع تقدم التكنولوجيا ونحن إلى الآن ما زالت القاعات الجامعية غير صالحة للاستخدام الآدمي!
تلك هي الحقيقة بعيدا عن عدم وجود أماكن لمركبات الطلبة في جامعاتهم. وليس بموضوعنا مناقشة المكتبات الجامعية التي كانت في السابق تعد منارة العلم للطالب واليوم هي مقبرة العلم، وسطورنا لن تخوض في أجهزة التبريد التي نفتقدها في العديد من القاعات وإن وجدت فقد تعمل بعض الساعات ومن ثم «محلك سر»!
إضاءتنا اليوم على «المقاعد» فقد وصل الحال في التعليم العالي المسرحي إلى أن ندخل القاعات ونجد الطلاب يتلقون محاضراتهم وهم واقفون على أرجلهم! نعم في الكويت وليس في دول تعاني الفقر وتطلب المساعدة من الدول النفطية مثل «عروس الخليج».
بدأت الكارثة عندما كنت ذاهبة لإلقاء محاضرتي وعند دخولي للقاعة وجدت الطلبة واقفين منتظرين حضوري، لم أمتلك إلا الاستغراب لوقفتهم والدهشة عندما رأيت أن القاعة لا يوجد بها أي مقعد، وهنا تساءلت: عسى ما شر وين الكراسي؟ فكانت الإجابة: «ما في كراسي، الطلبة اللي في السنوات الأخرى سبقونا وأخذوا اللي موجود»! وهنا قلت: نعم، ليش السالفة من سبق لبق؟ وكانت الإجابة: نعم. وهنا أدرك بأن «المقاعد» أصبح من يمتلكها في الأول هو من يحظى بالاستماع للمحاضرة وهو جالس، أما من لم يحالفه الحظ فيبقى واقفا أو يقوم بالبحث في القاعات الأخرى عن مقعد زائد فيقوم بأخذه ليتلقى محاضرته وهو يشعر بآدميته وبأنه طالب علم أتى ليتلقى دروسه الجامعية ويشعر ولو لحظة بأن الدولة توفر له جميع احتياجاته لتلقي تعليمه.
المسؤولية لن ألقيها على الدولة بل على المسؤول عن الصرح التعليمي والمسرحي لأن الدولة ولله الحمد توفر جميع الاحتياجات التي تطلب منها وخاصة التعليم، ولكن العقدة في بعض المسؤولين الذين لا يمتلكون معرفة التوقيت لطلب تلك الاحتياجات؟ والبعض الآخر عندما يتقدمون للشراء لا يعلمون ما هي احتياجات المكان؟ تلك هي قضيتنا التي جعلت أبناءنا لا يجدون مقاعد مسرحية.
مسك الختام: لا علاقة للنجاح بما تكسبه في الحياة أو تنجزه لنفسك، فالنجاح هو ما تفعله للآخرين.
[email protected]