إضاءتنا اليوم لا تنبع من الحسد والحقد على البعض، ولكن سطورنا اليوم تحمل الكثير من الاستفسارات العلمية والعملية واللوائح القانونية للخدمة المدنية التي تنفذ على الأغلبية ولا تنفذ على كل الأقلية ممن يمتلكون حرف «الواو».
كنت أتحدث مع صديق لي (بو باسل) وكان يستفسر مني عن شخصية علمية تعد من مؤسسي الثقافة في الكويت وبرغم من الثقل العلمي لتلك الشخصية كان سؤاله مباشرا: اشمعنا فلان حاطين اسمه في أكثر من أربعين لجنة؟ متي يمديه يدرس الطلبة في الجامعة؟ ومتى يمديه على كل هذي اللجان؟ والله لو سوبرمان ما يقدر يعطي حق هذا الشغل؟
من هنا تبدأ كلماتنا التي لا تشمل الحقد أو الحسد كما ذكرنا في بدء مقالتنا لأن الرزق في بيد الله عز وجل ولكن ما نسلط عليه الضوء هو عامل الوقت أولا والقوانين واللوائح الوظيفية ثانيا، فإذا تناولنا عامل الوقت ليس فقط للجان بل عامل الوقت لذلك الإنسان المسنود له جدول جامعي وهو عمله الأساسي لنفترض مع هذا العمل أسندت إليه عضوية خمس لجان، الأسئلة التي تطرح نفسها: هل تلك الشخصية لديها من الوقت للتحضير للساعات الجامعية؟ هل قامت تلك الشخصية بقراءة محاضر الاجتماعات الخاصة باللجان الخمس؟ هل قامت تلك الشخصية بقراءة جدول أعمال اللجان المنتسبة لها وقامت بتحضير اقتراحات لتناقش في اجتماعاتهم؟ هل قامت تلك الشخصية بتصليح أبحاث الطلبة؟ هل قامت تلك الشخصية بواجباتها الأسرية؟ أكثر من علامة استفهام لعامل الوقت الذي إذا قمنا بعمل افتراضي يومي لتلك الشخصية نجد أن النتيجة وحصيلتنا سلبية وعدم مقدرة إنجاز عُشر ما نسب إليه من أعمال إضافية وأساسية.
ذلك كان عامل الزمن والآن نتطرق لعنصر اللوائح: هل يجوز أن أستاذ الجامعة بعيدا عن اللجان أن يكلف بعمل آخر مع عمله وأن يتقاضى راتبين، نعم يحدث لأنه يوجد بعض ممن يمتلكون حرف الواو نجده أستاذ جامعة ومستشارا ورئيس مجلة أو جريدة.
تلك الأمثلة ليست بفقاعات وهمية أو إعلامية بل هي حقيقة في واقعنا المرير وليست بحالات فردية بل نجد كل من يمتلك حرف الواو أو من يعتلي الكرسي أصبح عضوا في الكثير من اللجان وأصبح مشرفا على عدد من الهيئات كما لو أن البلد ما فيها غير ها الولد بس ما نقول غير «اللهم لا حسد».
مسك الختام: إن الأمم الراقية لم ترتفع إلا بالعمل وباحترام ما يعمله الأفراد.
[email protected]