في البدء لا بد أن أوضح أنني غير عنصرية ولا أنتمي لأي تكتلات سياسية أو قبلية ولكنني «بنت الكويت».
أعوام والساحة السياسية لا تمتلك إلا قضيتين هما الهم الشاغل وهما «التجنيس والبدون» واليوم إضاءتنا عن «البدون» بعيدا عن حقوقهم السياسية إلا انه استوقفني التصريح الأخير لوزير الصحة: «راحة يومين للممرضين» البدون «مثل نظرائهم الكويتيين»، جميل بأن نحقق المساواة ليس فقط للبدون بل لكل من يعمل على أرض الكويت ولكن معالي وزير الصحة مثلما أنصفت «البدون» كنا نتمنى أن تنظر لقضية الأطباء الكويتيين الجدد.
أبناؤنا وأولادنا الكويتيون والقضية لا تخصهم فقط، بل هي شاملة للكل ولكن اليوم أخص شريحة منهم وهم الأطباء الكويتيون الجدد الذين أتوا بعد أن أنهوا دراستهم يحملون الأمل والتفاؤل للدفع والتقدم في مجال الطب، ويبدأ العمل ويوزعون على المستشفيات التي قد تكون بعيدة كل البعد عن مسكنهم وبرغم هذا لا يشتكون ولا يتذمرون لأنهم اقسموا على أن يكونوا على الدوام في خدمة الطب، وتأتي «الرياح بما لا تشتهي السفن» عندما توزع عليهم جداول ساعات العمل ويفاجأون بـ«الخفارة» التي تقوم على النحو التالي «يقوم الطبيب بالذهاب لعمله المعتاد من الساعة السابعة والنصف صباحا إلى أن تنتهي ساعة الدوام الساعة الثانية ظهرا ومن ثم تبدأ الخفارة من تلك الساعة لليوم التالي للساعة السابعة والنصف ومن ثم يقوم ببداية يوم عمل جديد»، تلك هي الخفارة التي لا تعد إلا إرهاقا للطبيب بأن يعمل 36 ساعة متواصلة وإذا أراد أن يرتاح ولو بعض الدقائق للأسف الغرف المتواجدة للخفارة غير مهيأة للاستعمال الآدمي، وبعد هذا نجد ما يتقاضاه الطبيب الكويتي على ذلك الإرهاق والتعب والابتعاد عن أسرته بل الحياة بأكملها ما هو إلا راتب موظف حديث العمل على الدرجة الرابعة.
معالي الوزير ألم يحن الوقت بأن تعطي من الوقت لتنظر في قضايا الأطباء الكويتيين؟ ألم يحن الوقت بأن تسدد نقص الأطباء في بعض التخصصات؟ ألم يحن الوقت بأن تنظر في ساعات العمل بالنسبة لخفارة الأطباء؟ ألم يحن الوقت بأن نمتلك في مستشفياتنا غرفا مجهزة منفصلة ليستطيع أن ينال قسطا من الراحة دون إهانة لآدميته؟ ألم يحن الوقت بأن يشمل الاهتمام الكويتيين في الكويت؟
مسك الختام: من الكلمات الخالدة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه: «واجبنا جميعا أن نعمل ليظل جوهر الديموقراطية صافيا نقيا، وأن تكون ممارسة الحرية طريق بناء وعمل إنجاز يدعم مقومات الدولة لا يضعفها، ويجمع صفوفها ولا يفقرها، وأن تكون الكويت أولا والكل في خدمتها».
[email protected]