هي قصة تربوية بطلها التراجيدي ما هو إلا نموذج من نماذج التي أدت إلى تدهور التربية والتعليم في الكويت، قبل أن نخوض في أحداث حكايتنا وجب علينا أن نمهد للشخصية التي قامت بأحداث روايتنا، الخواجة «علي» ما هو إلا أحد أبناء الكويت قام بعد انتهاء دراسته الجامعية بالذهاب لدول الفرنجة ليكمل الدراسات العليا وبالفعل نال الدكتوراه وظن بتلك الشهادة أنه أصبح المثقف والمتعلم الوحيد في الخليج العربي، المراد أتى ذلك الشاب بعد نقلة كبيرة حدثت في حياته من تغيرات اجتماعية واقتصادية وغيرها من ظروف جعلت الأنا في مكنونه الشخصي والنفسي كما لو أنه «فرعون» فأصبح كل من يتحدث معه تكون إجابته: أنت من وين متخرج؟ وآه إذا كانت إجابتك: من دولة عربية. فتكون إجابته: إيه العالم الثالث ! فالاستهزاء والتقليل للشخوص أصبحت رسالته في الحياة وللأسف وجد الكثير من يطبلوا له لتعلو «الأنا» لديه إلى أن أصبح هو فرعون.
تبدأ القصة عندما كنت في زيارة لإحدى الزميلات في عملها وإذا بطالبة تدخل علينا منهارة من البكاء وبعد أن قمنا بتهدئتها قامت زميلتي بسؤالها: شنو في؟ ليش كل هذا البكاء يا بنتي؟ وإذا بالطالبة تقوم بسرد ما حدث بها:
ملخص القصة التي بدأت أحداثها في قاعة الامتحان لمناقشة البحث التي قامت به الطالبة والمشرف على مشروعها هو «فرعون»، ومع بداية المناقشة قام الخواجة بالطلب بأن يكون المتحدث الأول، مع العلم بأن قوانين الأكاديمية للمناقشة لا تعطي له الحق في الحديث إلا في نهاية المناقشة، وبرغم من هذا إلا أنه اخترق القانون الأكاديمي وقام بالحديث وليته لم يتحدث فقال: «تلك الطالبة لم أرها على مدار الستة شهور فترة الإشراف، وفوجئت بالأمس عندما قرأت البحث، أن أغلبيته مأخوذة من كتب أخرى دون ذكر المراجع».
انتهت القصة وهذا هو فرعون يعترف بأنه 6 شهور يقوم بالإشراف على مشروع ولم يقرأ فيه أي كلمة، السؤال الذي يفرض نفسه للخواجة: أين تقاريرك الشهرية على الطالبة وأدائها؟ بل كيف يا فرعون تقبل باسمك أن يوضع على مشروع وأنت لم تشرف عليه بالأساس؟ والله الموضوع فقط تحصيل مادي عشان الساعات الزائدة!
مسك الختام: رسالة إلى وزير التربية ووزير التعليم، بكونكم الرئيس الأعلى لجميع الكليات والمعاهد الفنية أتمنى أن تصدر قرارا بوقف ما يسمى الساعات الزائدة لأنها أصبحت سلعة يتاجر بها بعض الدكاترة في مستقبل أبنائنا الطلبة.. والله من وراء القصد.
[email protected]