عجبا لأفواه تتكلم عن الرحمة والصدقة وغيرها من صفات وأفعال مستحب أن يقوم بها المسلم في هذا الشهر الفضيل أو في غيره من أيام الله، عز وجل، ولكن العجب ليس في الأفعال بل في بعض الفاعلين!
نعم فمن العجب أن نرى البعض ممن يجعلون من أنفسهم منابر الرحمة والخير والصدقة وهم لا يصلون أرحامهم! تلك هي المعضلة وذلك هو العجب، فكيف يا من تنادون بالخير والصدقة في الناس وأنتم تشحون به عن أرحامكم؟!
فكم من أخ مقاطع أخاه؟ وكم من أبناء عمومة لا يسألون عن بعضهم؟! وكم من ابن عاق لا يعلم عن والديه شيئا؟! وكم منهم لا يسأل عن صديقه أو عن زميله في العمل؟! وكم لا تعد ولا تحصى ومن بعض ممن ينتمون إلى كم نجدهم يعتلون منابر الخير والصدقة ويهتفون من أجل جمع الصدقات للغير! عجبا لتلك الفئة التي تصنع الكلمات من أجل البهرجة الإعلامية المتأسلمة والعجب أن تلك الأقلية أصبحت متفشية في مجتمعاتنا، فكم ممن يمسكون رايات الصدقات في مجتمعنا نجد البعض منهم بخلاء في وصل الرحم مع ذويهم!
إلى من يطبل براية الرحمة في شهر الرحمة هل تعلم بمرض والدتك أو والدك؟ ويا من تعتلون منابر الصدقة هل البعض منكم صادقون مع ذويهم؟ ويا من تكتبون بأحرف الخير هل قام البعض منكم بغرس الخير في داره؟
ليس الوصال بأن ترى دياركم مكتظة بالأهل والأقارب ولكن الوصل بأن تعلم حال كل فرد فيها، فكم من ديار امتلأت بالشخوص ارتسمت البهجة على وجوههم ولكن قد يكون البعض منهم قلوبهم تنزف من شدة الألم، عجبا لمن يداوي الغريب والقريب في شوق لأيدي تضمد جراحه، فالقريب أولى بالمعروف يا من تنتمون لكم العجب!
مسك الختام: يقول المولى عز وجل: (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ـ النساء: 1).
[email protected]