هو اسم لفيلم عربي أثير حوله الكثير من الجدل بين النقاد وأغضب العديد من رجال الدين، ومن بين هذا وذاك يبقى لنا الثيمة الفنية والحبكة الدرامية التي نقف عندها لمناقشتها دون تطرف طائفي أو اتباع لأي مزاجية شخصية.
«مولانا».. هي في الأصل «رواية» للكاتب الإعلامي إبراهيم عيسى، وعندما وقع عليها الاختيار لتصبح مادة سينمائية قام الكاتب بمشاركة المخرج الفيلم د.مجدي أحمد بإعادة صياغة الحوار وترتيب المناظر وغيرها من أسس ليصبح سيناريو سينمائي يحمل اسم «مولانا» والذي تم عرضه في بداية شهر يناير 2017م.
هي صورة لشخصية «دينية» تحمل في مكنونها الشخصي الكثير من الصراعات والإضرابات النفسية والدينية، فتلك الشخصية التي تحمل اسم «مولانا» لا تحاكي فقط شخصية دينية، بل تقوم بتفكيك وتحليل الفكر الإنساني وما يحمله من صراعات داخلية وإضرابات فكرية سواء كانت دينية أو طائفية أو سياسية، ومن هو المنتصر في نهاية المطاف «السلطة»، ذلك هو المحور الأساسي الذي تدور حوله أحداث الفيلم، وعلى الرغم من وجود حبكة أساسية إلا أنه تزامن معها حدث ثانوي منذ البداية إلى الوصول بنا إلى نهاية الفيلم، وهو الإعلام ومدى أهميته في هذا العصر.
قضية الفيلم لم تقم على الشخصية المحورية «مولانا» بحد ذاتها ولم تقم بالتسليط المباشر على فئة معينة أو طائفة، بل وضعت لنا العديد من الشرائح الدينية والطائفية والطبقية وجعلت الإعلام هو المحور الثانوي الذي يدفع بالصراع بين أحداث الفيلم وشخوص الحدث ليظهر لنا مدى تطرف إرهابي، وما مدى دور الإعلام في ذلك؟
الإعلام هو من أبرز «مولانا» عن طريق الصدفة وجعل منه نبراسا للعلم والفقه رغم افتقاره للكثير من علوم الدين والدنيا، وعلى الرغم من هذا إلا أن الإعلام والدولة قاما بغرسه في المجتمع ليتحدث بما تريده الدولة وليس بما يمتلكه هو، ذلك هو الفرق بين الإعلام والإعلان، وخير مثال شخصيتنا التي نحن بصددها، فـ«مولانا» يقوم بالانصياع التام لما يؤمر به من أجل الكسب المادي في بادئ الأمر، ولكن عندما يجد أن ما يقوم به من الممكن أن يصبح أداة أساسية في انهيار مجتمعه يرفض الإعلام، بل يطالب في نهاية الفيلم بقطع الإعلام المسيس.
وصلنا الى نهاية الحكاية ومازالت القصة تعيش في مجتمعاتنا لأنه مازال يوجد العديد من صورة «مولانا» مازالوا مستمرين في الإعلان في مجتمعنا متناسين مصلحة المجتمع وبناءه فقط يسعون للهدم والتخريب والإرهاب والتطرف من أجل الظهور الإعلامي والكسب المادي، أما الذات البشرية فليست في القاموس الإعلاني لـ «مولانا».
٭ مسك الختام: «وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض، لديها القدرة على جعل المذنب بريئا وجعل الأبرياء مذنبين، وهذه هي السلطة، لأنها تتحكم في عقول الجماهير» (مالكوم إكس).
[email protected]